رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - تناولت الفنانة الفلسطينية الشابة منال عوض قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية متحدثة عنهم كبشر بعيداً من البطولات لتكون أول تجربة إخراجية لها. وتقول عوض بعد تقديم أول عرض لمسرحيتها (603) على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في رام الله: «المسرحية تروي للناس قصة الأسير الإنسان عواطفه وأحلامه بعيداً من الشعارات والبطولات، إضافة الى قصة الانتظار والأمل بالخروج وتحطم الأمل». وتتناول المسرحية التي يقدمها أربعة ممثلين حياة أربعة أسرى كل له روايته ومدة حكمه، كما ينتظر عدد منهم أن يخرج من السجن ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وقوى المقاومة الفلسطينية التي تحتجز منذ أكثر من سنتين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واختارت المخرجة ان يكون تصميم خشبة المسرح غير تقليدي حيث ظهرت براميل من الحديد قسمت الى نصفين كان غطاؤها يحمل رقم السجين الذي ينام فيه والى جانبها جدار مرتفع من البراميل الحديدية. وتبدأ المسرحية مع ورود معلومات للمعتقلين عن الاتفاق على صفقة التبادل ليبدأ ثلاثة منهم صادر ضدهم أحكام بالسجن لسنوات بالاستعداد للخروج فيما الرابع الصادر ضده حكم بالسجن المؤبد لا يعتقد ان اسمه سيكون ضمن القائمة وليكتشفوا في كل مرة يسمعوا فيها صوت الحافلات انها أتت لسبب آخر غير نقلهم الى خارج السجن. ويمزج الممثلون بين الكوميديا والتراجيديا في عرض يستمر 60 دقيقة يتم فيه الخروج عن المألوف الذي عادة ما يكون فيه المعتقل بطل خارج السجن وداخل السجن. وتقول المخرجة الفلسطينية: «أردنا كسر هذه الصورة النمطية ونكسر المحظور ونتحدث عن المعتقلين كبشر وليس أرقام لهم أحلامهم الفردية وطموحاتهم... لديهم قصص حب وحياة يطمحون بالخروج إليها ولكن من دون إغفال مرارة السجن». ويرى كاتب النص المسرحي عماد فراجين صاحب التجربة الاعتقالية القصيرة في السجون الإسرائيلية والذي أدى دور (العربيد) السجين الصادر ضده حكم بالسجن المؤبد ان الشخصيات الأربعة في السجن هي نماذج لأحد عشر ألف سجين يجرى الحديث عنهم كرقم مقابل أسير إسرائيلي واحد. ويضيف: «قصص المعتقلين التي تعرض خيالية ولكنها قد تكون قصة أي واحد من المعتقلين». وتقدم المسرحية قصة المعتقل (أبو ناموسة) الذي مضى على اعتقاله تسع سنوات كان قد تزوج قبلها من كندية أنجبت منه طفلة (سما) لم يرها إذ أخذتها والدتها ولا يعرف الى أين. واختار ان يربي ناموسة في علبة من الكبريت يعلقها قلادة على صدره يهتم بها ويجبر المعتقلين على السماح لها بان تمص من دمائهم حتى تبقى على قيد الحياة. تأمل عوض التي شاركت كممثلة أخيراً في مسرحية «غزة - رام الله» التي وجهت انتقادات حادة للفلسطينيين بسبب الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة أن تواصل تقديم عروض مسرحية (603) في الأراضي الفلسطينية وخارجها. و(603) إشارة الى رقم قسم في معتقل.