نجحت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، في تطوير استراتيجيتها الإدارية والتنظيمية من خلال محاور رئيسة، مثلت محددات العمل في المؤسسة والقطاعات التابعة لها. وتتضمن المحاور: بناء ثقافة العمل المؤسساتي بين المؤسسة والقطاعات المرتبطة بها وفق فلسفة تنظيمية تضمن تكاملية الأداء وديمومته، والمراجعة الشاملة لاستراتيجيات المؤسسة وقطاعاتها المختلفة، والعمل على خفض تكاليف التشغيل في المؤسسة والقطاعات المرتبطة بها، وتطوير أداء المؤسسة وقطاعاتها المختلفة ورفع مستوى الجودة، إضافة إلى تنمية مجالات الإيرادات المالية لقطاعات المؤسسة المختلفة مثل مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (ميديونت) بما يسهم في تحقيق نسبة جيدة من التغذية الذاتية للمؤسسة وتلك القطاعات، ومن ثم زيادة الاعتمادية على التمويل الذاتي. ومن بين النتائج القياسية التي تحققت على صعيد المحاور الاستراتيجية افتتاح مركز سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الاصطناعية، الذي يستقبل آلاف المرضى المحتاجين إلى هذه الخدمة الفريدة. وأكد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير فيصل بن سلطان أن المؤسسة تسير بخطى ثابتة ووفق استراتيجية متكاملة للإسهام في تطوير الخدمات الصحية والعلمية والتعليمية والاجتماعية والثقافية في المملكة وخارجها من خلال برامج المؤسسة المختلفة، مشيراً إلى أن بناء الإنسان يعد في مقدم أولويات المؤسسة، مبيناً أنّ أي توسع في أعمال المؤسسة ينفذ بخطط وعمل مدروس وذي جدوى تنفيذية ليسهم في تحقيق أهداف المؤسسة، ويتوافق مع استراتيجياتها وخططها المستقبلية. وبحسب تقرير أصدرته المؤسسة فإنها عززت من توجهاتها نحو خدمة القرآن الكريم وتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين من خلال برامج عدة، منها: «مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية»، إذ تبنت المؤسسة تنظيم مسابقة للقرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسفيك، وتعد إحدى صور مبادرات الخير التي تبناها الفقيد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في إطار حرصه على خدمة كتاب الله الكريم، والعمل على تطبيق السنة النبوية الشريفة كمنهاج حياة. وتبنت المؤسسة هذه المسابقة منذ 8 سنوات، ووفرت لها جميع مقومات الاستمرار والنجاح بوصفها جسر تواصل بين المسلمين في عدد من الدول في هذه المنطقة المهمة من العالم، وتحظى المسابقة بتفاعل مميز من الدول الإسلامية في أواسط آسيا ودول الباسفيك، إضافة إلى ما تشهده من منافسة أكثر من 120 حافظاً، وتضم خمسة فروع، أربعة منها لحفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه، والخامس لحفظ السنة النبوية، وتم تخصيص جوائز قيمة للفائزين الثلاثة الأوائل في كل فرع من الفروع الخمسة، كما يمنح الفائزون فرصة لأداء مناسك الحج. وشملت البرامج التي تعزز من توجه المؤسسة نحو خدمة القرآن الكريم وتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، برنامج «الإسهام الثقافي»، الذي يسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ التواصل الحضاري، إذ كان لها الريادة في تبني توجهاً لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار عقلاني مع الآخرين، في إطار شمولية برامجها واهتمامها الكبير بالجانب الثقافي من العملية التنموية، وسعيها منذ انطلاقة هذا البرنامج إلى تبادل الرؤى والاستفادة مما حققه الغرب من نجاحات وقفزات في علوم مختلفة. وأبرمت المؤسسة في هذا الإطار اتفاقات تعاون مع جامعات أميركية، وأوروبية، وآسيوية ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية، ومنها: برنامج سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية بالتعاون مع جامعة بيركلي كاليفونيا، ومركز عبدالعزيز بن باز للدراسات الإسلامية في جامعة ابن تيمية بالهند، ومركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم العربية والإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا، إلى جانب مركز تعليم اللغة العربية بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية، وشمل التعاون مع جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة الأميركية، والتعاون مع جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة وآخر مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). وأسهمت تلك الاتفاقات في تخريج مئات الباحثين المتخصصين في الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا واليابان ليسهموا كسفراء للتعريف بالثقافة الإسلامية والعربية. وعلى صعيد مواز بذلت المؤسسة جهداً مميزاً لمساندة دور الجهات الحكومية في قضية تصحيح الصورة المغلوطة عن العرب وخدمة اللغة العربية، وخلال الفترة الماضية تميّز أداء المؤسسة ليس على الصعيد الأكاديمي فقط، بل أيضاً على صعيد المشاركات والمؤتمرات وصناعة الأحداث، ومن ذلك المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية الذي عُقد بدبي. وأخيراً سلمت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مبلغ مليون دولار لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) في حفلة خاصة أقيمت بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، في حضور عدد من المسؤولين في المنظمة والمؤسسة ضمن جهود المؤسسة في تمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية ب«يونيسكو» والذي بدأ منذ 2007. وقدرت منظمة «اليونسكو» تجديد شراكتها مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية من خلال برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في المنظمة، والذي أطلق منذ سنوات عدة لدعم اللغة العربية وترجمة الأبحاث والمؤلفات ومحاضر الجلسات والاجتماعات والتقارير الميدانية. وأشاد المسؤولون في المنظمة وسفراء الدول العربية لدى المنظمة بمبادرة مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في تبني هذا البرنامج الرائد، الذي يعكس إيمان الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأنّ نشر اللغة العربية بين شعوب العالم هو أقصر طريق للتفاهم والتحاور والتلاحم مع تلك الشعوب وإيصال رسالتنا الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وأكدوا إسهام اللغة العربية الاستثنائي في تطوير العلوم وأن العالم العربي قام بدور مركزي في التقريب والتبادل بين الحضارات المتباعدة في القرون الوسطى. وكان رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان، أعلن خلال رعايته للحفلة الختامية لليوم العالمي للغة العربية بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس خلال كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي تبرع المؤسسة بمبلغ 5 ملايين دولار خلال خمس سنوات لدعم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية، إضافة إلى ما سبق أن قدّم من تبرع للبرنامج وبهذا يصبح إجمالي دعم البرنامج 8 ملايين دولار. كما عملت المؤسسة على تطوير ومؤسسة منظومة العمل الخيري في المملكة وسعت إلى بناء قاعدة من التنسيق والتكامل مع جهات عدة، وقطعت المؤسسة شوطاً ملموساً فيه يتمثل في تأسيس المجلس التنسيقي للمؤسسات الخيرية، إذ قادت المؤسسة توجهاً لأجل تكامل جهود كبريات المؤسسات الخيرية من خلال تأسيس المجلس التنسيقي الذي يضم ثلاث مؤسسات خيرية رائدة هي مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومؤسسة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية، وأتاح هذا المجلس إقامة تحالف تنسيقي بهدف تكامل الجهود وتبادل الرؤى والخبرات بما يسهم في تحقيق التطور النوعي والكمي للعمل الخيري في المملكة. وتبنت المؤسسة هذا الطرح لقناعتها بأهمية تطوير العمل الخيري، إذ يتم تعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك بحشد إمكانات عدد من الجهات ودراسة متأنية لحاجات التنمية وأولوياتها. وتم بموجب اتفاق موقّع بين أعضاء المجلس إيجاد آلية موحدة لتطوير الوسائل الممكنة لممارسة أنشطة الأعضاء لتحقيق الأهداف المتفق عليها بينهم، نظراً لوجود المئات من الجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة، التي تتفاوت في أحجامها وقدراتها ومصادر تمويلها وأنشطتها، وكلها تعمل في مجال الأنشطة الخيرية وتجتهد بحسب ما يتوفر لها في تنفيذ برامجها، مما قد يؤثّر في جودة البرامج ومستوى إنجازها. وعملت المؤسسة على تطوير الاستراتيجية الوطنية للتنمية الاجتماعية من خلال إسهامها بمليون ريال في هذا المشروع الوطني، وتتضمن الاستراتيجية محاور عدة حول آليات تطوير العمل الاجتماعي والخيري في المملكة، وتدريب الكفاءات البشرية العاملة في هذين المجالين، وتبادل الخبرات وتعضيدها. ومن جهة أخرى، تولي المؤسسة العمل المؤسسي أهمية قصوى، ولذا قامت بدعم وتمويل عدد من الجمعيات والمراكز الخيرية. دور ريادي في حل مشكلات ندرة المياه أفاد تقرير مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بأن نشاطات المؤسسة تشمل جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، التي تبناها الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - منذ 2002 انطلاقاً من استشعاره حجم خطورة ندرة المياه، وتقديراً وتشجيعاً للجهود التي تُبذل في حل مشكلات المياه من خلال التقنيات والدراسات والابتكارات والأبحاث العلمية. وتجسد الجائزة ريادة المؤسسة ودورها التنموي محلياً وعالمياً، كما أن تواصل الجائزة على مدى ست دورات أمر يجسد مكانتها العلمية الدولية وتنامي دورها، ومدى التفاعل المميز مع أهدافها سواء على الصعيد البحثي أم على صعيد الابتكارات العلمية التي تسهم في مواجهة خطر ندرة المياه. وتُمنح الجائزة كل عامين، وتضم خمسة فروع خصص أحدها للإبداع وقيمتها مليون ريال، وأربعة فروع أخرى متخصصة جائزة كل منها نصف مليون ريال. وضمن برامج التنمية المستدامة التي تبنتها المؤسسة يبرز برنامج «الإسكان الخيري»، إذ أكملت المؤسسة برنامجها للإسكان الخيري الذي بدأ في 1421ه بهدف توفير مساكن للأسر ذات الظروف الخاصة في عدد من مناطق المملكة وفقاً لآلية تعاون وتكامل مع إمارات المناطق المستهدفة، واستهدف هذا البرنامج إقامة مجمعات عمرانية تتوفر فيها المرافق والخدمات مما يتيح للساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. وبرنامج الإسكان الخيري شمل سبع مناطق في المملكة، وبلغ عدد وحداته نحو 1246 وحدة سكنية، في 19 موقعاً بكلفة إجمالية تقارب ال400 مليون ريال، وتحقق بأعلى قدر ممكن من الجدوى سواء على صعيد أهدافه الاجتماعية أم التنموية الحضارية، ونجح في استيعاب مئات الأسر في عدد من مناطق ومدن المملكة، وبات هذا البرنامج نموذجاً للتنمية المستدامة التي تعنى بالإنسان والبيئة المعيشية والخدمات الحياتية الضرورية. وكان آخر المشاريع الإسكانية التي تم تسليمها للمستحقين، ووصل عدد وحداتها 250 وحدة سكنية تقع في منطقة تبوك، إذ شملت مدينة تبوك، ومحافظة الوجه، ومحافظة ضباء، ومحافظة حقل، ومحافظة تيماء، والخريبة، والبدع، والجهراء، والقليبة، ونظراً لوجود وزارة متكاملة للإسكان وقطاعات أخرى ترتبط بالموضوع الإسكاني. تفوق في الرعاية الصحية تفوقت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في مجال الرعاية الصحية، إذ برز دور مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية على مدى السنوات الماضية، وتواصل تقديم خدماتها للمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة في أقسامها ومراكزها المتعددة. ويعد مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الاصطناعية، ووحدة التنويم للأطفال في مبنى تنمية الطفل CDC في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية اللذان تم افتتاحهما أخيراً من بين مشاريع عدة لتطوير منظومة الخدمات في المدينة، الأمر الذي يؤكد حرص مجلس أمناء المؤسسة على الالتزام بحمل رسالة المؤسس، وتنفيذ رؤيته الشاملة للمؤسسة بوصفها صرحاً إنسانياً أنشىء لمساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم. ويعد مركز الأطراف الاصطناعية الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويتوّج نجاحات المدينة ودورها في تطوير الرعاية العلاجية في المملكة، فمن خلال تلمس حاجات المرضى، ووفقاً للخطة الاستراتيجية للمدينة، حرصت المؤسسة على توطين التقنيات الحديثة التي يحتاجها المرضى، ومن ذلك إقرار مشروع إنشاء مركز نموذجي للأطراف الاصطناعية، وتم مراعاة التركيز على الاستفادة من مستجدات التقنية، وأن يتم توفير الأجهزة المتقدمة في هذا القطاع، إذ تم تجهيز وتصميم المركز وفق أفضل المعايير والمتطلبات الهندسية، وبحسب توصيات الشركات الألمانية الرائدة في هذا المجال، كما تم تزويده بأحدث التقنيات المتقدمة في القياسات والتصنيع والتركيب للأطراف المتقدمة ومنها الأطراف الإلكترونية فائقة الدقة. أما وحدة تنويم الأطفال فهي تسهم في المساعدة في سد الحاجة، من خلال تقديم خدمات علاجية للأطفال في أقسام التنويم والبرامج المتخصصة، إضافة إلى العيادات الخارجية لتوفير رعاية متكاملة كالكشف المبكر للأطفال، والتدخل المبكر، وكذلك التعليم الخاص وصعوبة التعلم، والبلع والتخاطب، إضافة إلى العلاج التأهيلي المتكامل، إذ أضافت 35 سريراً إلى الطاقة الاستيعابية لعلاج الأطفال، التي كانت سابقاً خمس وحدات تنويم بطاقة 125 سريراً، ليصبح لدينا 160 سريراً.