تحاصر آلاف السيارات المنازل القريبة من المدارس، خصوصاً مدارس الثانوية، في مشهد يتكرر يومياً، لتضيق عليهم الحركة في الدخول والخروج، فيما يقوم أصحاب هذه المنازل بعرضها للبيع هرباً من الزحام الذي يعيشون فيه، دون الوصول إلى حلول جذرية، باستثناء محاولات من المرور بإصدار مخالفات على السيارات التي تعترض المنازل، والقيام بسحبها في أسوأ الحالات، ولكن بعد أن تسببت في تعطيل أصحاب المنازل عن أعمالهم. وقرر يوسف بن صقر بيع منزله في أحد أحياء الهفوف، لوقوعه أمام ثانوية للأولاد يبلغ عدد طلابها نحو 950 طالباً، إضافة إلى أكثر من 50 معلماً، مما جعله يتوه في البحث عن موقف من الصباح وحتى الساعة الثانية ظهراً من كل يوم، ويصف نفسه بالحارس أمام المنزل بسبب كثرة السيارات التي تجتاح الحي خلال فترة الدراسة، ويتطور الأمر في بعض الأحيان إلى الاشتباك مع أحد الطلاب بسبب عدم مراعاتهم لظروف أصحاب المنازل.ويؤكد محمد العرب، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، بأنه قام بشراء المنزل الذي يقع أمام مبنى ثانوية للبنين في الهفوف، لأن صاحبه قرر بيعه بعد معاناته اليومية مع الطلاب، رغم أنه قام ببنائه وفق رغبته وتصوره، ويتمنى العرب الذي كان يتحدث بحرقة أن تجد الجهات المختصة حلاً نهائياً لهذه المشكلة. ويقول: «حينما تخرج أسرتي من المنزل تجد الطلاب يجلسون على رصيف المنزل، إضافة إلى سياراتهم ناهيك عن أصوات المسجلات، والتجمهر بعد نهاية كل يوم دراسي، تصور مشاهدة نحو ألف سيارة تنتشر حول المدرسة، وهو مشهد يتكرر في معظم المدارس خاصة مدارس الثانوية»، ويضيف تقدمت بشكوى رسمية إلى محافظة الأحساء تتضمن مضار هذه السيارات على الحي، وتجمع الشباب أمام باب منزلي، وسيارات كثيرة حتى إنه يتم إغلاق باب الكراج، وكنت أريد الخروج في حالة طارئة، وكل يوم يتم الاتصال على المرور والدوريات الأمنية، ولكن المشكلة لا تزال قائمة حتى الآن، مشيراً إلى أن الحل الممكن الآن هو تخصيص جزء من الساحات الداخلية في المدرسة كمواقف، حتى تنتهي المشكلة. ويرى مدير ثانوية الطحاوي في الهفوف صلاح الحرشان، بأن المدرسة تم بناؤها من قبل شركة أرامكو السعودية ويدرس بها 850 طالباً، ويعمل بها 75 معلماً وهيئة إدارية، و هؤلاء جميعاً لديهم سيارات، وهي مشكلة كبيرة نعاني منها، وتمت مخاطبة شركة أرامكو حتى يتم الاستفادة من المواقف الداخلية للمدرسة، ولكن الشركة رفضت، لدواعي الأمن والسلامة، وهي مخصصة للطوارئ، وثانوية الطحاوي من المدارس الجاذبة، وبها كثافة من الطلاب، وهناك تنبيه لهم في الطابور الصباحي بعدم الوقوف أمام المنازل، كما أن هناك تواصلاً مستمراً مع الدوريات الأمنية في هذا الخصوص. ويؤكد عبدالله الحمد (صاحب مكتب عقاري) بأنه قام ببيع عدد من المنازل تقع مقابل مدارس للبنين لعدة أسباب، وهي منازل ممتازة جداً، وحالتها جيدة، وأسعارها مناسبة، وحين يأتي الزبون يقول صاحب المنزل للزبون بأن سبب بيع المنزل هو المدرسة المجاورة، وهناك بعض أصحاب المنازل يتنازل عن جزء من السعر، لأنه فقط يريد البيع والخروج من المنزل في أقرب وقت. من جانب آخر، أكد مدير إدارة مرور الأحساء العقيد حسين مبارك، أن إدارة المرور قامت بمخاطبة المدارس ودور التعليم التي يوجد بها كثافة لمنسوبيها، وإشعارهم بما يردنا من بعض المواطنين القاطنين في جوارها، عن تذمرهم من وقوف بعض المركبات التي تعيق الحركة وإغلاق بوابات المرآب الخاصة بسياراتهم، وفي حال تلقي البلاغ يتم تكليف دورياتنا بالوقوف على تلك المواقع، وإنهاء المشكلة، وإذا رأينا عدم التجاوب في إزاحة المركبة، يتم استخراج معلومات عن طريق الحاسب الآلي بموجب لوحة السيارة للتوصل إلى مالكها عبر وسيلة الاتصال المسجلة في الحاسب الآلي لدينا، وإفهامه بضرورة إزاحة مركبته من الموقع، وإذا كان وقوف المركبة غير نظامي، يتم التعامل وفق النظام بصرف المخالفات اللازمة، وإشعار مالك المركبة بعدم تكرار هذه المخالفة، لاسيما إذا كانت تتعلق بحقوق الآخرين، كالوقوف أمام منازلهم، أو أمام المرآب. ونوه مبارك بأنه في حال عدم وجود تجاوب من قبل قائد المركبة عبر الهاتف يتم سحب المركبة وإشعار غرفة العمليات وغرفة عمليات الشرطة بسحب المركبة حتى يتمكن قائدها من معرفة مكان سحبها، وطالب جميع مدراء المدارس، والتربويين، بعدم إيقاف مركباتهم أمام منازل المواطنين المجاورة للمدارس، حتى لا يتعرضون للغرامات والإجراءات القانونية.