أكملت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) استعدادات بدء تشغيل قطار التعدين في كانون الثاني (يناير) 2011، والذي يربط مناطق التعدين في الشمال والشمال الشرقي من السعودية بميناء رأس الزور على الخليج العربي، بوصول الدفعة الأولى من القاطرات، بعد أن كانت تسلمت الدفعة الأولى من العربات والبالغة 160 عربة قبل شهر. وأوضح مشرف قسم القاطرات والمقطورات في «سار» المهندس فواز علي المقاطي، أن الشركة تسلمت يوم (السبت) الماضي، الدفعة الأولى من قاطرات مشروع سكة حديد الشمال الجنوب، وعددها ست قاطرات، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بين «سار» وشركة «الكتروموتف ديزل انكوربوريشن» EMD الأميركية، وسيتم تسلم القاطرات ال 19 المتبقية في نهاية العام الحالي. وقال إن القاطرة الواحدة لديها القدرة على سحب ما يفوق 70 عربة محملة بالكامل، علماً بأن كل قاطرة أضيف لها تعديلات بحيث تكون لها القدرة على العمل في المناطق الصحراوية الحارة. وأضاف أن «قاطرات المعادن لمشروع سكك حديد الشمال الجنوب هي من النوع الحديث في العالم فيما يتعلق بمجال النقل الثقيل، وهي مزودة بمحرك ديزل بقوة 4300 حصان وتعمل على تقنية Diesel Electric الصديقة للبيئة من ناحية انبعاث الكربون، إذ يعتبر هذا النظام من أكفأ الأنظمة في معدل نسبة الكربون في العادم بحسب التقارير والإحصاءات السنوية التي تصدرها هيئة حماية البيئة الأميركية». ولفت إلى أن الشركة المصنّعة للقاطرات التي تأسست العام 1930 تعتبر من كبرى شركات العالم في تصنيع قاطرات النقل الثقيل، وأثبتت القاطرات مدى كفاءتها وقدرتها على العمل في أقصى الظروف الصحراوية والممثلة في درجات الحرارة العالية، إذ أُجري على هذه القاطرات عديد من التعديلات الفنية اللازمة لملاءمة البيئة الصحراوية من حيث إضافة أنظمة فعالة لفلاتر القاطرات (مرشحات الرمال)، مشيراً إلى أن من التعديلات الفنية الطلاء الخارجي للقاطرات وجرافات الرمال في مقدم القاطرات والتي تستخدم في حال تجمع الرمال على سكك حديد القطار. وكانت الشركة السعودية للخطوط الحديدية تسلمت الدفعة الأولى من العربات بوصول 125 عربة كدفعة أولى من عربات نقل الفوسفات و35 عربة شحن عام قبل شهر، وهي التي تم الاتفاق عليها مع شركة CSR الصينية المصنّعة للعربات. ولفت القطامي إلى أن العقد اشتمل على تصميم وتصنيع وتوريد 668 عربة، منها 524 عربة لنقل خام الفوسفات، و144 عربة متضمنة عربات مسطحة وصهاريج وحاويات لنقل الشحن العام والمنتجات البترولية، والتي تخدم شركة «سار» وشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، كما يشتمل العقد على توفير الدعم الفني من الشركة الصينية لمدة سنتين بعد التوريد. يذكر أن طول الخط الحديدي يبلغ 2400 كلم، منها 1486كلم لنقل المعادن، ومسافة 1418 كلم لنقل البضائع والركاب، بما في ذلك مسافة 565 كلم مشتركة بين نقل المعادن والبضائع، إضافة إلى 70 كلم وصلة البسيطا لنقل المنتجات الزراعية، وتم إنجاز 1100 كلم من خط التعدين، والعمل يسير بوتيرة متصاعدة لإنهاء بناء الخط الحديدي في نهاية هذا العام، ليبدأ التشغيل في بداية العام 2011. وتسعى إدارة شركة سار إلى الوفاء بالتزامها بتاريخ بدء التشغيل التجريبي لخط التعدين، وذلك ليتم تركيز الطاقم الهندسي لديها على العمل على تنفيذ الالتزام الخاص ببدء تشغيل خط الركاب والبضائع خلال العام 2013، والذي يربط الرياض بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف والحديثة بشمال المملكة العربية السعودية على الحدود الأردنية.