نفى البيت الأبيض، عشية اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في نيويورك، أن تكون لدى أوباما خطط لمبادرة سلام جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي سيبدي قلقه في شأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الثلثاء إن الولاياتالمتحدة ناقشت مخاوفها في شأن المستوطنات الإسرائيلية و»إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار في مواجهة هذا النشاط الاستيطاني»، مضيفاً: «أنا متأكد من أن الرئيس أوباما سيفعل ذلك مرة أخرى الأربعاء» حين يلتقي نتانياهو. وكانت تقارير صحافية ذكرت أن الرئيس الأميركي يمكن أن يقوم بمبادرة أخيرة من أجل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين خلال لقائه نتانياهو الأربعاء، ربما للمرة الأخيرة، في نيويورك على هامش آخر اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة يحضرها أوباما خلال ولايتيه الرئاسيتين اللتين استمرتا ثماني سنوات. يذكر أن الرئيس الأميركي جعل من عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين واحدة من أولوياته، لكنه في الواقع أحرز تقدماً أقل من العديد من الرؤساء السابقين في محاولة إحلال السلام في الشرق الأوسط. ويتعلق السؤال المطروح اليوم قبل أربعة أشهر من انتهاء ولايته، بمدى جدية الرئيس الحالي في شأن إحلال السلام في الشرق الأوسط بينما فشلت آخر مبادرة أميركية قام بها وزير الخارجية جون كيري الذي يعمل بلا كلل، في نيسان(أبريل) 2014. ولم يستبعد البيت الأبيض أي شيء، لكنه يبقى في الوقت الحاضر متحفظاً حيال احتمال القيام بخطوة من هذا النوع تتحدث تكهنات عنها. ولا يتوقع أحد في واشنطن أيضاً حدوث اختراق مفاجئ أو بدء محادثات فجأة بين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في ظل المواقف المتباعدة جداً وغياب الثقة بينهما. وكان أوباما عين في 22 كانون الثاني (يناير) 2009، أي بعد يومين فقط على توليه مهامه، جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً للسلام في الشرق الأوسط. واختير ميتشل بعد نجاح جهوده في إنهاء النزاع في إرلندا الشمالية واعتبر تعيينه حينها دليلاً على جدية الرئيس الأميركي. وعد الرئيس الأميركي، الذي انتخب بناء على وعد بالسلام والتغيير، بالعمل «بفاعلية وحماسة» من أجل «سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين». لكن بعد حوالى ثمانية أعوام، لم يتحقق الوعد. وأياً كان التوتر بين أوباما ونتانياهو، يبدو الرئيس الأميركي في وضع مريح. فقد وقع الأسبوع الماضي اتفاقاً على منح الدولة العبرية مساعدة عسكرية بقيمة 38 بليون دولار على مدى عشر سنوات. والنص الذي جرت حوله مفاوضات شاقة يسمح بإظهار الالتزام الأميركي الثابت حيال أمن إسرائيل، غير أنه أظهر أيضاً التوتر بين الرجلين. لكن هل ستمنح هذه الهدية السخية أوباما هامشاً للضغط على الحكومة الإسرائيلية لحملها على قبول أساس لتسوية مقبلة؟ بالتأكيد لا. فلو رغب أوباما في وضع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في صلب ما فعله أو لم يفعله خلال رئاسته، فإن خصومه سيحولون الأمر إلى قضية انتخابية. وسينتهز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي ينتقد أوباما باستمرار بسبب عدم كفاية دعمه للدولة العبرية، الفرصة وسيضع منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في وضع بالغ الصعوبة. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2000 وقبل مغادرته السلطة، اقترح الرئيس الأسبق بيل كلينتون خطة سلام مفصلة على الجانبين تنص خصوصاً على سيادة فلسطينية على الحرم القدسي في القدس، لكنها لم تسفر عن نتيجة. وفيما كان يعتقد أن كلينتون كان يؤمن بأن هناك فرصة للتوصل إلى نتيجة، لا يملك باراك أوباما الأمل نفسه، وسيكون من الصعب إنجاز الأمر في الأيام المتبقية من رئاسته. فالرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة سيغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني 2017. وخلال خطابه الأخير في الجمعية العام للأمم المتحدة الثلثاء، تناول أوباما بالكاد الموضوع.