أكد أقطاب في صناعة الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي، أن القطاع في المنطقة يواجه تحديات كبيرة بسبب ظروف سوق غير مواتية، أدت إلى خسائر في المحاصيل والمواد الغذائية، إضافة إلى سوء استخدام الأسمدة، وتغيّر سلوكيات مستهلكين رئيسين وظروف السوق. جاء ذلك خلال الدورة السابعة من «مؤتمر جيبكا للأسمدة»، الذي ينظمه «الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات» (جيبكا)، في دبي. وعلى رغم التحديات، توقع «الاتحاد الدولي للأسمدة» نمو الطلب العالمي على الأسمدة ليصل إلى 200 مليون طن بحلول عام 2020، بزيادة سنوية تقدّر بنحو 1.3 في المئة، فيما يبلغ اليوم حجم إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الأسمدة 37.3 مليون طن، أي ما يعادل ربع إجمالي إنتاج المنطقة من البتروكيماويات وفقاً ل «جيبكا». وقال رئيس «الاتحاد الدولي للأسمدة» رئيس «شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات» عبدالرحمن الجواهري، أن قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي يواجه ثلاثة تحديات رئيسة حالياً ومستقبلاً، يمكن اعتبارها في الوقت ذاته فرصاً متاحة يمكن الاستفادة منها. ودعا الجواهري شركات الأسمدة في المنطقة إلى «التخطيط والعمل الجاد باتجاه تحسين المشاريع الحالية، وإيقاف تشغيل المصانع القديمة التي باتت غير مجدية اقتصادياً وتأجيل خطط للتوسعة حتى تتضح الصورة». وأوضح أن هذه التحديات لا تزال قائمة على رغم ما تشهده دول مجلس التعاون من استمرار نمو الطاقة الإنتاجية لقطاع الأسمدة. وأشار الجواهري إلى أن المزارعين التجاريين ينظرون اليوم إلى تقليص استخدام الأسمدة، فضلاً عن تحسين استعمالها، فيما يتوقع انضمام الصين إلى فئة السوق الناضجة مثل غرب أوروبا وشمال أميركا، حيث سينمو الطلب، لكن ليس بمعدلات مرتفعة، وهو ما يفسر ثبات الطلب نسبياً حول العالم. ولفت إلى فرص تلوح في الأفق يمكن العمل لاستغلالها والاستفادة منها، إذ «يمكن أن تصبح أفريقيا سوقاً رئيسة، ونرى بالفعل عدداً من كبريات الشركات الخليجية مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، يتصدّر المشهد هناك». أما الأمين العام ل «جيبكا» عبدالوهاب السعدون، فأكد أن سرعة استجابة المنتجين الصينيين لمتطلبات الأسواق العالمية والآسيوية على وجه التحديد، وتكيّفهم معها، ستكون لها تداعيات كبيرة على شركات الأسمدة الخليجية. وقال: «مع تحقيق الصين هدف الاكتفاء الذاتي من الأسمدة الكيماوية، يرجح ألا يستمر هذا البلد كإحدى وجهات التصدير الرئيسة لمنتجي الأسمدة في دول مجلس التعاون، على رغم أنه قد يواصل استيراد كميات صغيرة من أسمدة محددة». وشدد السعدون على أن منتجي الأسمدة الكيماوية في دول الخليج العربي سيواجهون منافسة حادة من مصنعي الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية الصينيين، الذين سيسعون إلى تعزيز مكانتهم ويبنون على ما حققوه من إنجازات في إنتاج الأسمدة ومن ثم الاستحواذ على حصة سوقية في عدد من بلدان التصدير الرئيسة التي تعد أسواقاً تقليدية للمنتجين الخليجيين. وأوضح المدير العام لاستراتيجية الأعمال والأغذية الزراعية في شركة «سابك» أحمد القحطاني، ان إحدى الفرص المستقبلية تكمن في الحلول وليس المنتجات، مضيفاً أن من التحديات الرئيسة التي يواجهها العالم اختلاف أنواع التربة من مكان إلى آخر. ولفت الى أن ما نسبته 41 في المئة من التربة في العالم يعاني ملوحة مفرطة، بينما تواجه التربة في الولاياتالمتحدة مشكلة انخفاض محتواها من الكبريت، في حين أن لدى منطقة الخليج تربة رملية غير صالحة للزراعة، وبالتالي لا يمكن توفير منتج من الأسمدة الكيماوية صالح لكل البلدان، ما يوجب وضع حلول مصممة خصيصاً للبلد المعني الذي يجري التعامل معه. وأشار القحطاني الى أن الصين تعد أحد البلدان المؤثرة في السوق العالمية للأسمدة الكيماوية، إذ تمر السوق الصينية بمرحلة نضوج وتشبع، لكن الصينيين يتطلعون إلى إيجاد الحلول، «فمن مصانع الفحم التي تصدر انبعاثات كربونية منخفضة للغاية والتعديل التدريجي للمصانع القديمة، إلى توفير حلول أسمدة سريعة، باتت الصين أحد البلدان المبتكرة في هذا المجال».