سعى وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف الى التأكيد على أن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية «لم يمت» وعملا خلال مشاورات ثنائية أمس في نيويورك على «إيجاد مخرج لإعادة احياء اتفاق الهدنة وانقاذه من خلال تمديده 3 أيام» اعتباراً من اليوم الأربعاء. ونقل كيري ولافروف أجواء مناقشاتهما الى الاجتماع الموسع على مستوى وزراء الخارجية لمجموعة الدعم الدولية لسورية الذي عقد في فندق بالاس في نيويورك أمس، حسب ديبلوماسيين شاركوا في الاجتماع. واتفق الجانبان اللذان يرأسان المجموعة على عقد اجتماع وزاري ثان الجمعة لوزراء خارجية مجموعة الدعم الدولية «لإعطاء فرصة للتهدئة الميدانية، ومحاولة إعادة الزخم الى المشاورات الجارية بينهما» وفق المصادر نفسها. وقال ديبلوماسي شارك في الجلسة إن كيري «تعهد إعلان نص الاتفاق السري الذي عقده مع لافروف في شأن وقف إطلاق النار» وكان مرجحاً أن تنشر الولاياتالمتحدة هذا النص في وقت لاحق مساء أمس. وقال كيري إن اعتراض إدارته السابق على نشر الاتفاق «كان يهدف لتجنب تفسيره بطرق مختلفة من جانب أطراف مختلفين». واعترف كيري بأن عدداً من المجموعات المعارضة أعن رفضه الاتفاق، «لكنه تمنى على لافروف أن توقف روسيا ودمشق القصف 3 أيام من طرف واحد لكي نرى من هو الجدي ومن هو غير الجدي في التقيد بوقف إطلاق النار»، وفق المصادر نفسها. وأكد كيري في الوقت نفسه أن الولاياتالمتحدة «تعتبر جبهة النصرة مماثلة لتنظيم القاعدة، مشدداً على ضرورة أن توقف المجموعات المعارضة الأخرى التعامل معها» مشيراً «إجراءات» ستتخذها الولاياتالمتحدة. وفي هذا المجال اعلنت الحكومة الاميركية تصنيف فصيل «جند الاقصى» ارهابياً معللة ذلك بأنه جزء من «جبهة النصرة». ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اليوم الأربعاء اجتماعاً وزارياً حول الأزمة السورية بمشاركة كيري ولافروف، لكن تبني اي قرار خلال الجلسة مستبعد حتى الآن، وفق ديبلوماسيين في المجلس. وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون للصحافيين، إن «الجو السائد في اجتماعات مجموعة الدعم أن أحداً لا يريد التخلي عن وقف لإطلاق النار». وأضاف: «بصراحة، عملية كيري ولافروف هي المساعي الوحيدة الآن وعلينا أن نعيدها إلى مسارها». وقال وزير خارجية فرنسا جان - مارك إرولت إن الاجتماع كان متوتراً، إلا أنه قال إن على الدول الأخرى أن تساعد موسكو وواشنطن الآن في التغلب على الخلافات. وأضاف: «لقد كان اجتماعاً دراماتيكياً، وكان الجو العام كئيباً. هل يوجد أمل؟ لا أستطيع الإجابة عن ذلك بعد، لكن علينا أن نبذل كل ما بوسعنا». وأضاف: «المفاوضات الأميركية- الروسية وصلت إلى حدها. والكثير لم يقل بعد. الروس والأميركيون لا يمكنهم أن يقوموا بذلك وحدهم». من جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ب «وقف القتال». وقال: «أدعو كل الذين لديهم نفوذ للعمل من أجل وقف القتال وبدء المفاوضات» تمهيداً لانتقال سياسي. وندد بان كي مون بالقصف الذي تعرضت له قافلة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في منطقة حلب. ووصف ما حصل ب «الهجوم المقزز والوحشي والمتعمد على الأرجح»، ما دفع الأممالمتحدة إلى تعليق عملياتها الإنسانية في سورية. وقال: «الكثير من المجموعات قتلت مدنيين أبرياء، ولكن أياً منها لم يقتل بقدر الحكومة السورية التي تواصل استخدام البراميل المتفجرة ضد مناطق سكنية وتعذيب الأسرى بشكل ممنهج». وعبّرت الأممالمتحدة عن غضبها بعد قصف قافلة للمساعدات الإنسانية في سورية. وقال ماسيمو ديانا وكيفن كنيدي منسقا الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سورية والمنطقة في بيان مشترك: «تم إبلاغ الأممالمتحدة في سورية بالضربات أثناء حدوثها. على الرغم من جهودنا واتصالاتنا مع أطراف الصراع.. تواصلت الضربات طوال الليل، ما عرقل الجهود للوصول إلى الجرحى وإسعافهم». ودعا ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى إجراء تحقيق. وقال: «دعوني أكن واضحاً: إذا تبين أن هذا الهجوم الوحشي كان استهدافاً متعمداً للعاملين في القطاع الإنساني، فسيرقى إلى جريمة حرب». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف في بيان، إن «الطيران الروسي أو السوري لم ينفذا أي ضربة جوية على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في جنوب غربي حلب». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري: «لا صحة للأنباء التي يتناقلها بعض وسائل الإعلام عن استهداف الجيش العربي السوري قافلة مساعدات إنسانية فى ريف حلب» الغربي. وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة أمام الجمعية العامة إن سورية «اصبحت تستورد المنظمات والميليشيات الطائفية الإرهابية التي تعود بدورها لتشكل خطراً إقليمياً ودولياً». وانتقد كيف أن «خطوطاً حمر وضعت للنظام» السوري «وقام الأخير بخرقها من دون أن يحرك من وضعها ساكناً، وظل الخط الأحمر يتحرك حتى فهم النظام أنه لا يوجد سقف لما يمكنه ارتكابه دون حساب». وحمل النظام السوري مسؤولية انتشار المنظمات المتطرفة في سورية «بسبب سياسة القمع التي اتبعها، وعجز المجتمع الدولي عن حماية المدنيين من الأسلح الكيماوية والقصف بالبراميل وسياسة التعذيب».