فرق كرة القدم الكبيرة لا تسقط بسهولة، وإن سقطت فسرعان ما تعود إلى ركب المنافسة أسوة بالخيل الأصيلة، فالفريق الكروي الأول في نادي الشباب الذي عانى فنياً كثيراً في المواسم الماضية، كادت معاناته أن تستمر معه مع مطلع موسم دوري جميل للمحترفين الحالي، بعدما غاب عنه في الجولتين الأوليين المحترفون الأجانب والمحليون الجدد لعدم قيدهم في قائمته بسبب أزمة مالية، غير أن داعمه الأول الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أعاده سريعاً إلى ميدان المنافسة، عندما عالج الأزمة المالية بضخ أكثر من 20 مليون ريال أسهمت في قيد اللاعبين رسمياً في قائمة الفريق الشبابي. هذا الدعم المالي الكبير جعل المدرب السعودي سامي الجابر يتنفس الصعداء ويعيد ترتيب أوراقه الفنية ويعلق جرس الإنذار معلناً انطلاقته فريقه القوية في منافسات الدوري، التي كانت أول من أمس (الأحد) أمام حامل اللقب فريق الأهلي في العاصمة الرياض، إذ سجل الجزائري محمد بن يطو ورفاقه اللاعبين حضوراً فنياً بجودة عالية من إنتاج سامي الجابر على أرض إستاد الملك فهد الدولي، أثمر عن فوز ثمين (3-2) من إمضاء الهداف بن يطو. سامي الجابر الذي نجح في هزيمة بطل الدوري، نجح في صناعة فريق قوي يراهن عليه كثيراً أنصار ومحبي الشباب كافة كمنافس على بطولات هذا الموسم، كما نجح الجابر أيضاً في إدارة الأزمة المالية التي عاشها الفريق مطلع الموسم بهدوء وعقلانية، إذ عزل لاعبي الفريق عنها واستمر في إعدادهم كافة مستغلاً فترة توقف الدوري الماضية، وذلك لثقته الكبيرة في مسيري نادي الشباب وفي مقدمهم الرئيس الفخري والداعم الأول الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ومقدرتهم على معالجة هذه الأزمة، وهو ما حدث سريعاً من الداعم الشبابي الذي أكد من جديد وقوفه ودعمه المالي والمعنوي لشيخ الأندية السعودية، التي تأتي امتداداً لدعم كبير ومتواصل منذ أكثر من 40 عاماً. كما أن وقفة أعضاء الشرف الأمير فهد بن خالد بن سلطان، والأمير عبدالله بن خالد بن سلطان، والأمير سلمان بن خالد بن سلطان إلى جانب إدارة النادي، والمتابعة الميدانية المباشرة من الأمير فهد لأحوال الفريق أسهمت في عدم تأثر اللاعبين بأزمة تسجيل المحترفين وبالضغط الجماهيري والإعلامي، ما ساعد كثيراً المدرب سامي الجابر في المضي قدماً نحو إعداد «الليث» لمنافسات الدوري. فوز أول من أمس الثمين، لم يكن مجرد ثلاثة نقاط يظفر بها الفريق الشبابي، بل هو إعلان من سامي وفريقه بأنهم قادمون لساحة المنافسة على البطولات، بعدما قدم محمد بن يطو وجمال الدين بلعمري وعبدالمجيد الصليهم وحسن معاذ ووليد عبدالله عروضاً فنية باهرة أبهجت جمهور الشباب والمتابعين كافة، وأكدت أن الشباب عاد.