قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولاياتالمتحدة حذفت أمس (الجمعة)، مؤسسة خيرية لها صلات بالممكلة العربية السعودية وانتهى نشاطها الآن من قائمتها السوداء للعقوبات في إطار تسوية مع تلك المؤسسة تُنهي نزاعا مطولاً نجم عن ادعاءات بتحويلها أموالا إلى إرهابيين. وأثار القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدة في العام 2004، بوضع مؤسسة «الحرمين» الإسلامية، والتي مقرها أوريغون في القائمة السوداء، نزاعاً قانونياً اتهم فيه محامو المؤسسة الحكومة بالتذرع بأدلة سرية وادعاءات الأمن القومي لإغلاق مؤسسة خيرية شرعية. وأثارت القضية وقضايا أخرى خلال السنوات التي تلت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، في الولاياتالمتحدة قلق أنصار الحريات المدنية الذين اتهموا الحكومة الأميركية باستخدام سلطات واسعة بشكل مفرط وتدابير غامضة وأدلة سرية لإغلاق مؤسسات خيرية إسلامية. وطبقا لسجلات المحكمة، عرف محامو «الحرمين» أن الحكومة راقبت اتصالات تحظى بحماية قانونية مع المؤسسة عندما أعطتهم الحكومة بطريق الصدقة وثيقة سرية للغاية مرتبطة بعملية المراقبة. وقالت ناطقة باسم وزارة الخزانة الأميركية في بيان أمس، إن مكتب مراقبة الأصول الخارجية التابع لها حذف فرع «الحرمين» في الولاياتالمتحدة من القائمة السوداء بعدما وافقت المؤسسة على حل نفسها. ومازالت فروع «الحرمين» في الخارج ومن بينها في الصومال والبوسنة وكينيا في القائمة السوداء. وقالت المحامية عن المؤسسة لين بيرنابي إن القرار «اعتراف بعدم وجود أساس لتصنيفها في المقام الأول». ولم يكن لدى المسؤولين السعوديين تعليق فوري على قرار وزارة الخزانة، لكن الرياض قالت إنها اتخذت إجراءات صارمة ضد تمويل الإرهاب. وتم التركيز من جديد هذا العام على ادعاءات عن دور السعودية في تمويل الإرهاب . وفي تموز (يوليو) نشر الكونغرس جزءاً ظل سرياً لفترة طويلة من التقرير الرسمي بشأن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) بطائرات ووصف الصلات المحتملة بين بعض من خاطفي الطائرات ومسؤولين سعوديين. وقال التقرير إن معلومات من مكتب التحقيقات الاتحادي أظهرت «وجود صلات واضحة لمؤسسة (الحرمين) بالحكومة السعودية وتشير تقارير الإستخبارات إلى تقديمها دعماً مالياً ولوجيستياً ل(القاعدة)». وأضاف التقرير إن المؤسسة أنشأت مكتباً بالولاياتالمتحدة في ولاية أوريغون في العام 1993، قال إنه تلقى نحو 700 ألف دولار من المكاتب الرئيسة في السعودية. وجمدت الحكومة الأميركية أصول مؤسسة أوريغون في شباط (فبراير) العام 2004، إلى حين انتهاء التحقيق ثم صنفتها على أنها مؤسسة إرهابية عالمية وأدرجت اسمها في القائمة السوداء في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه، وزعمت إنها فرع للمنظمة السعودية في الولاياتالمتحدة. ودفع محامو مؤسسة أوريغون بأنها ليست فرعا لأي منظمة أخرى، لكنها توزع مطبوعات وتتلقى تبرعات من المؤسسة الخيرية السعودية. وقال المحامون إن الحكومة رفضت أن تقدم للمؤسسة تهم محددة أو ملخصاً للأدلة السرية التي تقول إنها موجودة لديها ولم تقدم سبباً محتملاً قبل تجميد أصول المؤسسة. ووجدت محكمة استئناف أمريكية في 2011، أن الحكومة لديها أدلة كافية لإدراج مؤسسة أوريغون في القائمة السوداء، لكنها خرقت حقوق التقاضي السليمة للمؤسسة بعدم الكشف عن الأدلة الموجودة ضدها ولم تقدم أسبابا لتحقيقها. ولم يرد ناطق باسم وزارة العدل بشكل فوري على طلب للتعليق.