علماءٌ وأكاديميون سعوديون انطلقوا في ركب البرامج المرئية التي تسعى إلى التغيير الإيجابي على المستويين الاجتماعي والفردي، في مشهد يؤكد رغبة العديد منهم في إحداث نقلات جوهرية في المجتمع المحلي، غير أن الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الأحمد، الذي أطلق برنامج «تغيير × تغيير»، على قناة MBC، يؤكد أن برنامجه «يختلف عن معظم البرامج الدينية المماثلة بأنه يطرح تطبيقات عملية كنماذج واقعية»، كما أنه يقوم بعملية قياس علمي لمعرفة مدى تأثيره الإيجابي على المشاهدين. وعبر 30 حلقة، خلال أيام شهر رمضان، يركز الأحمد في برنامجه الذي يعرض يومياً الساعة الرابعة عصراً، على فكرة استثمار أجواء الشهر الفضيل في تهذيب النفوس، وجعل هذا الشهر الكريم برنامجاً متكاملاً «يزيد الجانب العلمي نوراً، والعاطفي سمواً من خلال الاستفادة من التغيرات العظيمة التي تحيط بالمسلم بفضل الصوم من أجل تحقيق تغيير إيجابي لدى المشاهد وتعزيز العادات الحسنة وتقليل العادات السيئة». ومارس الأحمد، في برنامجه أجواء البرامج «السريعة جداً»، مشيراً في حديث ل«الحياة»، إلى أن رؤيته تقوم على مخاطبة جوانب الإنسان المهمة خلال شهر رمضان، سواء الجوانب المعرفية (العلمية)، أم العاطفية (القلبية)، أم السلوكية (العملية)، موضحاً أن الجانب المعرفي يزيده قراءة القرآن واستماعه، والجانب العاطفي الدعاء والبكاء والتراحم والتعاطف، والجانب السلوكي أنواع الأعمال الظاهرة ومنها الصوم والصدقة والصلة والقراءة وغيرها. وحول آلية القياس الجديدة التي أعلن عن اتباعها في برنامجه، الذي يعده ويقدمه بنفسه، أكد أنه سيقوم بعملية قياس علمية لمقدار التغييرات التي حققها لدى المشاهد، حيث يتم طرح طرق عملية، وتطبيقات يومية للمشاهدين، ثم يتم اختبار المشاهدين قبل رمضان وبعده بمقياس عالمي يبين مدى استفادة المشاهدين، مبيناً أن «تغيير×تغيير» يعتمد على «الطريقة المباشرة في الطرح العلمي المعتمد على مبادئ الدين، ممثلاً بلقطات ومشاهد درامية تشكل أمثلة واقعية». وأوضح أنه «إزاء التغيرات العظيمة التي تحيط بالمسلم حال الصوم؛ فإنه يصح أن نطلق عليه البرنامج: التغييري الكبير للذوات، لأنه يتضمن برنامجاً متكاملاً يُطبق عبر مخاطبة جوانب الإنسان المهمة المعرفية والعاطفية والسلوكية». ولدقة أكبر في قياس هذا التغيير عند المشاهد، طبقاً للأحمد، يتم طرح طرق عملية، وتطبيقات يومية للمشاهدين، مع استخدام مقياس تكاملي (نفسي، وتربوي) يقيس التغيير الإيجابي بالدرجة الأولى، وهو مقياس من مقاييس مركز حلول للاستشارات والتطوير الذي صمم خصيصاً من قبل مستشاريه، ويتكون من 80 عبارة، لقياس 8 أبعاد مختلفة تمثل الأهداف المستهدفة من البرنامج، مرة قبل رمضان ومرة بعده عن طريق موقع البرنامج سواء بالتطبيقات التي يتم طرحها أو تعبئة المقياس، مؤكداً أن هدف البرنامج «الاستفادة من موسم شهر رمضان المبارك لتحقيق التغيير الإيجابي عند المشاهد ما يعزز العادات الحسنة ويقلل العادات السيئة». ويقوم هذا المقياس على القياس القبلي والبعدي، وتم وضعه من أساتذة متخصصين في الاختبارات؛ الذين حددوا 8 أهداف يجب على الفرد تحقيقها في رمضان، بحسب الأحمد، الذي أبان أن الأهداف الثمانية في مقياس التغيير هي «إرادة التغيير، وتنمية الذات، والتدين، والتعاون، والتحكم في الذات، وإدارة الوقت، والتعاطف، والانشراح، ليصل الإنسان إلى رحمة الله». وفي إحدى حلقات البرنامج تمت استضافة الشاب محمد، الذي طبق «مقياس التغيير»، مؤكداً أنه وبعد تطبيقه المقياس نجح في معرفة ذاته والتخلي عن سلبياته، فيما أشار الأحمد إلى أن مقياس التغيير اجتهاد بشري وجهد بحثي من المتخصصين يقارب في الصدق مستوى 90%، ويعطي دلالة لمعرفة جوانب الضعف لكل شخصية، لكي لا يجهل الإنسان ذاته، ويتعرف على المشكلات التي يعاني منها. وتابع أن مشكلة الإنسان أنه لا يعرف سماته النفسية وقدراته العقلية، ومن ثم لا يحسن التعامل مع نفسه، داعياً المشاهدين إلى البدء في تجريب هذا المقياس عبر موقع www.mbc.net/taghyeer.