تبنى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي يضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة ل»القاعدة» الهجوم الانتحاري الذي استهدف الثلثاء مركز تجنيد للجيش في بغداد وأوقع 59 قتيلاً و 100 جريح. وقال التنظيم في بيان نشر على عدد من مواقع الانترنت امس ان احد الانتحاريين التابعين له قصد تجمع المتطوعين «متسلحاً بحزامه الناسف، مستهدفاً تجمعاً لقطعان الرافضة (الشيعة) المشركين وغيرهم من المرتدين، ممن باع دينه بعرض قليل وثمن بخس، ورضي أن يكون مطية تُركب، ويداً دنيئة تستخدم في حرب المسلمين أهل السنّة خدمة للمشروع الصفوي (الايراني) في البلاد». وأضاف البيان ان «الهدف المنتخب هذه المرة كان داخل قلب المحمية الامنية، حيث تم اختراق كل الحواجز والوصول الى منطقة الهدف الملحقة ببناية وزارة الدفاع ومقر قيادة عمليات رصافة بغداد والقيادة المركزية للجيش الوثني في باب المعظم». واضاف البيان ان الانتحاري «ظل مرابطاً يترصد رؤوس الكفر من كبار ضباط الجيش المشرفين على تنظيم عملية التطوع، وما ان لاحت له وجوههم الكالحة حتى ابتدرهم اخونا ففجر حزامه بعد ان انغمس وسط الجمع». وأثار هذا البيان تساؤلات كثيرة حول كيفية عودة التنظيم في تموز (يوليو) وآب (اغسطس). وأعادت حدة الهجمات التي وقعت في هذين الشهرين الى الأذهان التفجيرات الدامية التي وقعت في آب عام 2009 واستهدفت دوائر حكومية في العاصمة وبعض المدن، في حين شهدت بغداد الشهر الجاري تفجيرات متفرقة. وكانت تفجيرات «الأربعاء الدامي» في آب من السنة الماضية استهدفت وزارة الخارجية، وأدت إلى تدهور العلاقات العراقية - السورية، اثر استدعاء بغداد سفيرها في دمشق ومطالبتها بتسليمها اثنين من كبار قادة حزب البعث المحظور في العراق، بعد اتهامهما بالتخطيط لتلك التفجيرات، لكن تنظيم «القاعدة» تبناها لاحقاً. وجاءت عودة «القاعدة» في وقت أعلنت واشنطن خفض عديد جنودها إلى 56 ألف عسكري. وقال الناطق المدني باسم خطة فرض القانون في بغداد تحسين الشيخلي ل»الحياة» ان «القيادات الامنية قد تلجأ الى تغيير خططها في العاصمة بعد الانسحاب الاميركي لتتمكن من السيطرة على الملف الامني». وأضاف ان «التحركات الاخيرة للقاعدة بدأت تثير الشكوك في المناطق التي تنطلق منها لا سيما ان غالبية مناطق بغداد كانت تخلو من وجود التنظيم لمدة طويلة». وعلى رغم بعض التسريبات عن وجود نية اميركية لإحداث تغيير في تكتيكات الانسحاب من العراق، بعد الهجمات الاخيرة التي أثبتت وجوداً واضحاً ل»لقاعدة» في العاصمة ،الا ان المسؤولين العراقيين نفوا مراراً احتمال حدوث أي تغيير في خطط الانسحاب. وأكد علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي ل»الحياة» ان «الانسحاب سينفذ طبقاً لما هو موجود في جدول الاتفاق الامني ولن يغير لأي سبب من الاسباب». الموسوي اوضح كذلك ان «القيادات الامنية تدارست خططاً جديدة للحؤول دون تأزم الوضع الامني في العاصمة بعد الانسحاب الاميركي». على صعيد متصل، أفاد مصدر في وزراة الداخلية «الحياة» امس ان اللجنة التي شكلت لدراسة اسباب التفجيرات الاخيرة في بغداد وبعض المدن الأخرى ستسلم توصياتها خلال الأيام المقبلة، وبين التوصيات حض الاجهزة الأمنية في وزارة الداخلية على ضرورة تفعيل المعلومة الاستخباراتية. واشار الى ان اعتقال الضباط المسؤولين عن حماية مركز التطوع في باب المعظم تم بأمر من رئيس الوزراء على خلفية حادث الثلثاء. واوضح ان «الخروقات الأمنية الأخيرة تشير الى وجود مخططات واسعة لتنظيم القاعدة لضرب مواقع خلال الايام المقبلة «.