اعتقل اليوم (الأربعاء) في باريس فتى تطوع لتنفيذ اعتداء ما يزيد عدد الأشخاص الموقوفين في الآونة الأخيرة والذين كانوا يتصلون عبر تطبيق «تيليغرام» بالمتطرف الفرنسي في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) رشيد قاسم. وأفادت مصادر مقربة من التحقيق بأن المشتبه به المولود في أيلول (سبتمبر) 2001 أوقف فجراً ووضعه الشرطيون والقيادة العامة للأمن الداخلي في الحبس على ذمة التحقيق قرب باريس. وأفادت المصادر أنه «تطوع لتنفيذ عمل إرهابي» و«كان على اتصال عبر شبكة الرسائل القصيرة تيليغرام مع المتطرف الفرنسي في تنظيم الدولة الإسلامية رشيد قاسم»، الذي يشتبه في أنه كان يعطي توجيهات لتنفيذ اعتداءات في فرنسا من العراق وسورية. وتطبيق «تيليغرام» المشفر يعتبر اليوم إحدى وسائل التواصل الأكثر استخداماً لدى المتطرفين. ونفذت عملية دهم في منزل الفتى في شرق باريس صباح اليوم. ويأتي الاعتقال بعد خمسة أيام على توقيف فتى السبت في باريس في ال 15 من العمر كان يخطط لتنفيذ اعتداء بالسلاح الأبيض بتوصيات من رشيد قاسم. والفتى الذي أوقف السبت كان معروفاً لدى أجهزة الشرطة التي دهمت منزله ووضعته في الإقامة الجبرية في إطار حال الطوارئ التي أعلنت بعد اعتداءات تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس وخلفت 130 قتيلاً. واستجوبه الأحد شرطيو الإدارة العامة للأمن الداخلي قرب باريس. وقال مصدر قريب من التحقيق «ثمة تساؤلات حول احتمال تدبير عمل ما تجاوباً مع الدعوات إلى مهاجمة فرنسا انطلاقاً من سورية». وقاسم الذي يعتبر حالياً أحد المتطرفين الفرنسيين الأخطر في «داعش»، يرسل عبر تطبيق «تيليغرام» قائمة بالأهداف التي يجب ضربها وأيضاً سيناريوات لاعتداءات لتنفيذها في فرنسا. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف اليوم إن أجهزة الاستخبارات قامت بعمل «مكثف للغاية لكشف الأفراد الذين قد يقدمون على تنفيذ عمل إرهابي». وقال الوزير إن «عمل أجهزة الاستخبارات أكثر تشدداً من أي وقت مضى لأسباب تتعلق بمستوى التهديد ولأسباب تتعلق بالدعوات إلى القتل التي يوجهها عدد من الأشخاص في سورية عبر استخدام رسائل مشفرة لإصدار أوامر إلى فرنسيين أصغر سناً لتنفيذ اعتداءات». وأفاد المحققون أن قاسم أوحى في شكل شبه مباشر بعمليات القتل الأخيرة التي استهدفت زوجين شرطيين في منطقة باريس في حزيران (يونيو) وكاهناً في كنيسة في النورماندي في أواخر تموز (يوليو). في ما يتعلق بالهجوم الأخير «هو (قاسم) كان صلة الوصل بين القاتلين وأعطى التعليمات» على ما أكدت المصادر القريبة من التحقيق. وأشارت إلى أنه وضع مخططات الاعتداءات التي دبرتها الخلية النسائية التي تم توقيف عناصرها الأسبوع الماضي بعد العثور على سيارة محملة بقوارير الغاز قرب كاتدرائية نوتردام دو باريس، كما أرشد مخطط الفتى البالغ 15 سنة الموقوف السبت. وذكر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الأحد مجدداً بأن فرنسا أعلنت أعلى مستويات الإنذار من تهديد التطرف بعد أن شهدت منذ 2015 سلسلة اعتداءات أدت إلى مقتل 238 شخصاً، مؤكداً إحباط مخططات اعتداء «يومياً». وبات فالس يقدر بنحو 15 ألفاً، كان قرابة عشرة آلاف سابقاً، عدد الأشخاص الذين اعتنقوا الفكر المتطرف في فرنسا.