كشف وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز امس، ان مجموعات ارهابية تنتمي الى الاسلاميين المتطرفين اعتقل بعض عناصرها للاشتباه بهم في الاعداد لعمليات ارهابية في مدن فرنسية، كانت ايضاً تحضّر لعمليات «جهادية» في دولة اخرى. تزامن ذلك مع اعلان مصادر قضائية فرنسية ان الشرطة تبحث عن مشبوهين آخرين بعد توقيف 12 شخصاً على ذمة التحقيق خلال عملية دهم استهدفت السبت الماضي، خلية اسلامية متطرفة يشتبه في ارتكابها اعتداء والتخطيط لاعتداءات اخرى معادية للسامية. ودعا وزير الداخلية، وهو الأكثر شعبية بين اعضاء الحكومة في استطلاعات الرأي، الى الحذر حتى استكمال التحقيق مع الموقوفين. واعتبر فالز، في حديث الى اذاعة «ار تي ال» الفرنسية، ان «الفقر والبؤس يؤديان الى الجنوح واحياناً الى التطرف الاسلامي الذي نجده في بعض احياء المدن الفرنسية وفي السجون». وحض على تعبئة كل المجتمع الفرنسي في مواجهة «اللاسامية ومناهضة اليهودية التي تنشر على مواقع الانترنت وعبر فضائيات بعض وسائل الاعلام العربية - الاسلامية التي تؤثر في اذهان ضعيفة»، وكذلك في مواجهة «الخلط بين الاسلام المتطرف وتجارة المخدرات والاسلحة». ولاحظ انه «لم تكن الجالية اليهودية وحدها مستهدفة بل فرنسا كلها، ما يستدعي التعبئة والتحرك عبر الاستخبارات والقضاء». وشدد على عدم الخلط بين الاسلام المتطرف والاسلام الذي يمارسه مئات الآلاف من الفرنسيين، لكنه لفت الى الحاجة الى ائمة فرنسيين «لإزالة الكراهية والاتجاه الى الارهاب». وكانت المجموعة التي اعتقل عناصرها السبت الماضي، تعد لعمليات ارهابية في اماكن يهودية في مدن وضواحٍ بينها سارسيل قرب باريس. وأكد الرئيس فرانسوا هولاند لدى استقباله الاحد ممثلَين عن المؤسسات اليهودية في فرنسا، هما جويل ميرغول وريشار براسكيي، رفض فرنسا أي اعمال مناهضة للسامية ومعادية لليهود. واتصل هولاند برئيس المجلس الاسلامي الفرنسي محمد موسوي ليوضح له انه لا يجوز الخلط بين الاجرام ومرتكبيه وسائر الجالية الاسلامية في فرنسا. ووعد بتعزيز الأمن في دور العبادة. في المقابل، نُقِل عن جان فرانسوا كوبي الأمين العام لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية المعارض، قوله في أحد التجمعات الحزبية انه لا يقبل «ان يعمد شخص مسلم الى نزع خبز محشو بالشوكولا من يد تلميذ بحجة انه وقت صيام». واعتبِر ذلك التصريح محاولة لاستقطاب المؤيدين من اقصى اليمين في انتخابات رئاسة الحزب. على صعيد آخر، اتهم إيف بونيه، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية، دولاً خليجية بتمويل الإسلاميين المتطرفين في بلاده. وقال في مقابلة نشرتها أمس مجلة «لا ديبيش» إن مكافحة الإسلام السياسي تتطلب إغلاق مصادر التمويل، و «هناك مشكلة أخرى تتعلّق بهذه المجموعات، تتمثل في التمويل الذي تحصل عليه من بعض البلدان السلفية».