فازت مرشحتان عن المعارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس (الأحد) في بيلاروسيا، للمرة الأولى منذ 2008 في هذا البلد الذي يديره الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بقبضة من حديد منذ 22 عاماً. وبحسب قائمة النواب المنتخبين التي نشرتها «اللجنة المركزية للانتخابات» ليل الأحد - الإثنين، دخلت آنا كاناباتسكايا من «الحزب المدني الموحد» وألينا أنيسيم من «جمعية اللغة البيلاروسية» إلى البرلمان. أما النواب ال 108 الآخرون، فجميعهم يعتبرون مقربين من السلطة. وكتب رئيس «الحزب المدني الموحد» أناتولي ليبيدكو المرشح الرئاسي السابق الذي قضى أكثر من ثلاثة أشهر في السجن بين العامين 2010 و2011 أن «فوز آنا كاناباتسكايا رمزي ويعني أنه إذا جرت عملية فرز أصوات نزيهة، من الممكن للمعارضة أن تفوز»، لكنه أضاف «لم نبدل رأينا بالنسبة لهذه الحملة الانتخابية. ليس هناك في بيلاروسيا انتخابات حرة ومطابقة لمعايير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا». وكانت كاناباتسكايا مرشحة في مينسك حيث هزمت مرشحة سابقة من المعارضة للانتخابات الرئاسية تاتيانا كوروتكيفيتش، ومدير محطة الحافلات في عاصمة بيلاروسيا. وغالبية النواب في هذا البلد الذي يحكمه لوكاشنكو منذ أكثر من عقدين هم تقليدياً من كبار الموظفين أو رؤساء شركات عامة. وكان حوالى 200 مرشح من المعارضة يتنافسون على 110 مقاعد في البرلمان، غير أن العديدين منهم نددوا بعملية انتخابية غير عادلة تخللتها مخالفات. ولم تشارك أحزاب المعارضة الرئيسة في الانتخابات التشريعية الأخيرة في العام 2012 والتي رأى مراقبون دوليون أنها لم تكن حرة ولا نزيهة. ومشاركتهم هذه السنة جاءت نتيجة تقارب مينسك من الاتحاد الأوروبي، بعد ما سيطر توتر على علاقاتها مع موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية. ورفع الاتحاد الأوروبي في شباط (فبراير) الماضي العقوبات الاقتصادية التي فرضها في العام 2011 على بيلاروسيا، رداً على إفراج مينسك عن معتقلين سياسيين كان الأوروبيون يطالبون بخروجهم من السجن منذ مدة طويلة، وعلى تنظيم الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 «في بيئة خالية من أعمال العنف». وفاز لوكاشنكو في هذه الانتخابات ب 83.49 في المئة من الأصوات.