تحوي قائمة الطعام التي تقدمها أم أحمد لزبائنها، أكلات هندية وأخرى شامية ومغربية وحتى إيطالية، ومن بلدان آسيوية وأوروبية أخرى. وعلى رغم كثرة الزبائن لدى أم أحمد، فهي لا تملك مطعماً، انه مجرد مطبخ صغير في المنزل الذي تسكنه مع أبنائها الخمسة وزوجها، الذي لا يتعدى الغرفتين والمطبخ ودورة مياه وممراً صغيراً يعتبرونه غرفة للجلوس، أما بقية المنزل الذي يعتبر منزل العائلة الكبير، فهو مقسم على ثلاث عوائل، وكان هذا نصيبهم منه، فيما يعمل الزوج في إحدى الشركات الخاصة، ولا يتعدى راتبه 2500 ريال. تزوجت أم أحمد في سن صغيرة، ولم تكمل دراستها إلا للصف الأول المتوسط، لذا لم تجد شهادة تؤهلها لنيل وظيفة. وتقول: «كدت أصاب بالإحباط، عندما أرى الضغوط المادية التي تحيط بزوجي، والعجز الذي يصيبه عندما يطلب احد أبنائه طلباً، ولا يمكنه تحقيقه له. وكان شعوري بالعجز أكثر منه، لعدم قدرتي على مساعدته». وأضافت: «حياتي كلها لبيتي وأولادي، والمطبخ هو مساحتي الوحيدة التي أبرز فيها مهاراتي وقدراتي، وفي كثير من المرات كانت ابنتي التي تدرس في المرحلة الثانوية، تطلب أن أعد لها أصنافاً معينة، لتناولها في المدرسة في اليوم المفتوح، أو تطلبه لتهديه إلى معلماتها، أو يتناولنه في الفسحة مع تقديمه إلى المعلمات». ومن هنا بدأت أم أحمد مشوار «المطعم المنزلي»، حتى ان المعلمات «أصبحن يسألن ابنتي عما أطهوه، ومتى سأعد لهن طبقاً جديداً، وفي أحد الأيام فوجئت باتصال من إحدى المعلمات، تعرض علي أن أطهو لها أصنافاً مختلفة من الطعام، لمجيء ضيوف إلى منزلها. وخجلت في بداية الأمر، إلا أنها أقنعتني بان الأمر ليس مخجلاً، وهناك عدد من السيدات على مستوى المملكة يقمن بهذا العمل، وانه أفضل من التعامل مع المطاعم. ولأن لطبخ المنازل نكهته الخاصة قبلت طلبها، على رغم أنني لم اقتنع اقتناعاً كاملاً بممارسة الطبخ كمهنة أطلب عليها أجراً. ولكن أسرتي وصديقاتي شجعنني على هذا الأمر بعد عرضه عليهم». وبعد أن أقامت المعلمة عزومتها، سألت الحاضرات عن المطعم الذي أعد الطعام، فأعطتهن رقم هاتف أم أحمد، وانهالت عليها الاتصالات. وتقول: «أكثر زبوناتي من المعلمات والطبيبات، وبعض الأحيان ربات البيوت، ولكن بشكل قليل جداً، وأعمل في هذا المجال منذ ثلاث سنوات، وقد كان باب رزق فُتح لي». أما أسعار أطباق أم أحمد، فهي «أرخص من أسعار المطاعم، إلا أنني اضطررت إلى رفع الأسعار قليلاً، بعد ارتفاع السلع الاستهلاكية، إلا أنني لم أواجه الرفض أو التعليق، لأنها وبعد ارتفاع الأسعار تبقى أرخص من المطاعم». وعن الأصناف تقول: «الكثير من الأسر تفتقد الأصناف القديمة من الطعام، فبعض الأزواج يمتدحون طعام أمهاتهم، وأصيبوا بالسأم من الوجبات السريعة والأطباق الجديدة، لذا يكون الطلب عليها كثيراً، على رغم أن بعض المطاعم ما زالت تطهو الأصناف القديمة، إلا أنها ليست بالمذاق ذاته، مع العلم أنني تعلمت الأصناف الجديدة من الأصناف من المطبخ الهندي إلى الايطالي، والأصناف الشرقية والغربية، وقد عُرض علي إعطاء دورات لتعلم فن الطبخ، إلا أنني رفضت ذلك لعدم توافر الوقت»، مشيرة إلى ان الطلبات «تزداد في شهر رمضان، ولكنني استعد له جيداً». أم أحمد في مطبخ منزلها. (الحياة)