كثفت القوى السياسية المصرية استعداداتها للانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ طرح حزبا «الوفد» و «التجمع» قوائم مبدئية لمرشحيهما، في حين تأمل جماعة «الإخوان المسلمين» بتوحيد صفوف المعارضة للضغط باتجاه ضمان نزاهة الانتخابات، لكن الأمل بتغيير قواعد المنافسة يبدو ضئيلاً. ووجه «الإخوان» الدعوة إلى قوى المعارضة لحضور إفطارها السنوي اليوم بهدف التشاور ومحاولة الاتفاق على قواسم للعمل المشترك. وأرسلت الدعوات إلى ممثلين عن أحزاب «الوفد» و «التجمع» و «الناصري» و «الجبهة الديموقراطية» المنضوية في «ائتلاف الأحزاب الأربعة»، إضافة إلى عدد من قيادات «الجمعية الوطنية للتغيير» التي أسسها المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي في شباط (فبراير) الماضي وقياديين في أحزاب «العمل» المجمد و «الكرامة» (قيد التأسيس) وحركة «كفاية». وسيركز الاجتماع على مناقشة أفكار لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية وكيفية الضغط لتنفيذ ما تطالب به المعارضة من إصلاحات دستورية وقانونية. وقال نائب مرشد «الإخوان» الدكتور رشاد البيومي ل «الحياة» إن جماعته «تمد يدها للتعاون مع كل القوى الوطنية والشرفاء بهدف إصلاح وتغيير ما آلت إليه البلاد»، مشيراً إلى أن «لقاءات أخرى ستعقد خلال الفترة المقبلة لبلورة رؤية موحدة قبل الانتخابات البرلمانية». ولم يستبعد نزول أعضاء جماعته إلى الشارع في تظاهرات، لكنه أبدى في الوقت ذاته تخوفه من «قمع الشرطة للمطالبين بالإصلاح». وقال: «رأينا ما يحدث خلال التظاهرات التي حدثت في البلاد خلال الشهور الماضية... لكن إذا رأينا فرصاً لنجاح أهداف التظاهرة، سننزل إلى الشارع مع كل القوى السياسية، خصوصاً أن التظاهر حق كفله الدستور والقانون». وأكد أن جماعته «ستشارك في كل وسيلة يحتملها المجتمع ولا نجد فيها أي ضرر عليه». وأعدت الجماعة الممثلة حالياً ب 88 نائباً لائحة مرشحين تتراوح أعدادهم بين 150 و200 مرشح. إلى ذلك، أعلن «الوفد» قائمة مبدئية تضم 125 مرشحاً في الانتخابات، فيما أعد «التجمع» قائمة مبدئية تضم 85 مرشحاً. وقال الناطق باسم «الوفد» النائب مصطفى شردي ل «الحياة» إن القائمة المبدئية لمرشحي حزبه «مرشحة للزيادة... وسنعلن القائمة النهائية بعد 7 أيلول (سبتمبر) المقبل» موعد فتح باب الترشح، مشيراً إلى أن «أعضاء الهيئة البرلمانية للوفد التي تضم 7 نواب كلهم بين الأسماء التي تم الاستقرار على الدفع بها». ويعقد «ائتلاف الأحزاب الأربعة» الذي يضم «الوفد» و «التجمع» و «الناصري» و «الجبهة الديموقراطية» اجتماعاً ظهر اليوم في مقر «التجمع» لمناقشة كيفية الضغط على النظام لضمان نزاهة الانتخابات. وقال الأمين العام ل «التجمع» سيد عبدالعال ل «الحياة» إن «رؤساء الأحزاب سيدرسون خطة العمل خلال الفترة المقبلة وكيفية تحريك الحملة المشتركة للضغط الشعبي على النظام من أجل ضمان نزاهة الانتخابات وعدم التملص من استحقاقات الإصلاح التي تجمع عليها كل القوى الوطنية». وأضاف أن «الاجتماع سيبحث أيضاً في كيفية التنسيق بين الأحزاب في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، على ألا يكون هناك تعارض بين الأسماء التي تطرحها الأحزاب الأربعة»، لكنه نفى في الوقت ذاته إمكانية حدوث أي تنسيق بين الأحزاب الأربعة وجماعة «الإخوان» خلال الانتخابات، مشيراً إلى أن حزبه طرح قائمة أولية قوامها 85 مرشحاً، على أن يطرح قائمته النهائية مطلع الشهر المقبل.