أكدت السعودية حرصها على تبني الرؤية الدولية في تحقيق التنمية المستدامة بما يتوافق مع ثوابتها وقيمها، مستشهدة في هذا الخصوص بمساهماتها السخية في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وأوضحت، في كلمة ألقاها نائب مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة المستشار سعد السعد، أمام اجتماع المجلس التنفيذي لاعتماد وثيقة البرنامج القطري لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي للفترة من 2017-2021، في نيويورك أمس (الجمعة)، أن الاجتماع يعد فرصة مناسبة للإعراب عن تقدير الجهود الكبيرة التي تقوم بها وكالات الأممالمتحدة المتخصصة، وعلى رأسها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مجال دفع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وأشار السعد - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى الدور الفعال الذي يقوم به برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومكتبه في المملكة، بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتخطيط لإنشاء هذا البرنامج الخاص بالمملكة العربية السعودية للمساعدة في بناء الاستراتيجيات، واتخاذ التدابير لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، واستراتيجية التحول إلى التنمية الاقتصادية العادلة والمستدامة القائمة على المعرفة، المدعومة بالابتكار وتحسين البنية التحتية، واستراتيجية الشباب، وكفاءة القطاع العام، والعمل مع الجهات الفاعلة ومختلف أصحاب المصلحة، للتعرف على القيود والمعوقات، وتقديم الحلول وتنفيذها في مختلف القطاعات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. ولفت إلى أن المملكة حرصت على تبني الرؤى الدولية في تحقيق التنمية المستدامة، وبما يتوافق مع ثوابتها وقيمها واهتمامها البالغ نحو بلوغ الأهداف التنموية، وسارت على هذا النهج منذ انطلاق الأهداف الألفية في العام 2000، إذ اعتمدت عدداً من الاستراتيجيات والسياسات والخطط والقوانين والمبادرات لتحقيقها. وأوضح أنه «تم أخيراً إطلاق رؤية المملكة 2030، التي تتضمن خطة التنويع الاقتصادي على المدى المتوسط والمدى الطويل، كما ترتكز على ثلاثة محاور هي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل وتتّسق مع بعضها في سبيل تحقيق أهدافنا وتعظيم الاستفادة من مرتكزات هذه الرؤية». وشدد على أن المملكة في طليعة الدول المساهمة في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إذ بلغت مساهماتها للبرنامج خلال الأعوام الخمس الماضية قرابة ال 180 مليون دولار، وساهمت أخيراً بمبلغ مليوني دولار لإنشاء المنصة الإلكترونية. وقال إن فكرة إنشاء المنصة تعود إلى مبادرة من شباب المملكة، لتسخير استخدام تقنية المعلومات والاتصالات كأداة رئيسة للتنمية في إنشاء منصة على الإنترنت، وذلك لنشر الوعي عن العمل الذي يقوم به برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وتمكين الأفراد من العمل داخل مجتمعاتهم، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال القنوات الرسمية، وحشد الدعم المالي لتمويل أجندة التنمية. واختتم السعد الكلمة بالتأكيد على أن السعودية لن تألو جهداً في العمل مع المنظمات الدولية والدول المؤمنة بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير للبشرية، وستستمر المملكة في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية والدعم الإنساني والاجتماعي والاعتدال والحرص على العدالة، وهي المفاهيم التي كانت وما زالت تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي للمملكة.