أكدت المملكة العربية السعودية استمرارها في سياستها من خلال التعاون مع الجميع لتحقيق الأمن و السلم الدوليين، وحل النزاعات بالطرق السلمية والعمل مع المنظمات الدولية و الدول الأعضاء التي تؤمن بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير للبشرية. وقال نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية المستشار سعد بن عبد الله السعد في كلمة المملكة أمس الأربعاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة " لقد احتفلنا بإتمام 70 سنة على توقيع ميثاق الأممالمتحدة و تحققت في هذا العام إنجازات مهمة مثل إقرار أهداف التنمية المستدامة لعام 2030م واتفاقية المناخ؛ إلا أن العالم ما زال يتطلع إلى مساهمة الأممالمتحدة الفعالة لتحقيق الأمن و السلم الدوليين و ذلك بالعمل على تنفيذ القرارات الصادرة من الأممالمتحدة في هذا الشأن و تطوير هياكل الأممالمتحدة و إصلاح مجلس الأمن". وأضاف في جلسة المناقشة الرفيعة المستوى للأمم المتحدة بعنوان " الأمن و السلم الدوليين في عالم من المخاطر: التزام جديد نحو السلام" بان الأممالمتحدة تواجه تحديات حقيقية تمس عالمنا مباشرة، فهناك تحديات تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث تقوم المملكة العربية السعودية بدور رئيس في تقديم المساعدات المالية المتنوعة للدول النامية وتلك التي تمر بأزمات طارئة و تعد واحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات في العالم خلال السنوات الأخيرة". مشيرا إلى أن إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة إلى الدول النامية خلال الفترة من 1973-2014 تقدر بأكثر من 115 بليون دولار أمريكي. وقال المستشار السعد في هذا السياق ولن تأل المملكة جهدا بالعمل مع المنظمات الدولية والدول الأعضاء التي تؤمن بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير للبشرية، وسوف تستمر المملكة في أداء دورها الإنساني والسياسي و الاقتصادي بحس المسؤولية و الدعم الإنساني و الاجتماعي والاعتدال والحرص على العدالة، وهي المفاهيم التي كانت و مازالت تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي لبلادنا. وأننا نتطلع إلى تحقيق و تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030م و إنجاز كل ما يعود بالخير و الرفاه على عالمنا و البشرية جمعاء". وأضاف "كما توجد تحديات حفظ السلم و الأمن الدوليين، و تحديات إنسانية من خلال موجة المهاجرين و اللاجئين الذين هجروا بسبب النزاعات المسلحة، مثال على ذلك ما يحدث للشعب السوري الشقيق من بطش نظام بشار الأسد به مما أدى إلى نزوحه لدول أخرى. وهناك تحديات أخرى تواجهنا مثل مكافحة الإرهاب و منع التطرّف العنيف و سيادة القانون و دور الأمين العام القادم. وتابع قائلا إن المملكة العربية السعودية مستمرة في سياستها من خلال التعاون مع الجميع لتحقيق الأمن و السلم الدوليين، وحل النزاعات بالطرق السلمية، واحترام حقوق الإنسان. كما تنظر المملكة بنظرة تفاؤل لمستقبل المجتمع الدولي أملا في أن تجسد الأممالمتحدة ما نحن مجتمعون اليوم حوله وهو تحقيق الأمن والسلم الدوليين". وأشار المستشار السعد إلى أن المملكة سعت في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية و الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة إلى تبني سياسات ومبادرات جميعها تهدف إلى الحد من التوترات وإنهاء النزاعات الإقليمية و مكافحة الإرهاب ونبذ العنف و التطرّف، وتوقيعها على اغلب المعاهدات و الاتفاقيات الدولية التي تحفظ الأمن و السلم الدوليين، بالإضافة إلى مساهمتها الفعّالة في كل ما من شانه رفاه الشعوب و خدمة الإنسانية. وخلص إلى القول "إن هذا العالم الذي نعيش فيه مسؤوليتنا جميعا للحفاظ عليه و تنميته حتى لا نعطي مجالا للأيدي العابثة أن تفسد علينا و على الأجيال القادمة العيش في سلام".