على رغم وصول أول أفواج الحجاج الروس إلى المشاعر المقدسة قبل نحو 400 عام، إلا أن أعدادهم ظلت ضئيلة طوال وجود الاتحاد السوفياتي، قياساً بأعداد الروس المسلمين، وبحسب القنصل العام لروسيا الاتحادية بهاء الدين علييف، الذي يعد أول ديبلوماسي روسي مسلم يعين في السعودية، والذي يؤدي فريضة الحج هذا العام، فإن أعداد الحجاج الروس في فترة الاتحاد السوفياتي تتراوح سنوياً ما بين 20 و40 حاجاً فقط. وكشف علييف في تصريحات صحافية على هامش زيارته مقر مؤسسة مطوفي حجاج أوروبا وتركيا وأستراليا، عن تسبب الأزمة السورية في انقطاع رحلات الحجاج براً من روسيا، وقال: «إن الروس أصبحوا يعتمدون على النقل الجوي الذي يعد الوسيلة الآمنة في الوقت الراهن بسبب الأحداث الجارية في سورية، إذ يعد النقل الجوي الوسيلة البعيدة عن أي إشكالات وعراقيل خلال رحلة الحجاج الروس، سواء أكان على مستوى رحلات القدوم أم العودة». وتابع: «إن أعداد الحجاج الروس ارتفعت في السنوات الأخيرة، إذ بلغوا نحو 16200 حاج روسي»، مؤكداً أنه إذا تم اكتمال توسعات الحرمين، وسمحت المملكة بأعداد أكبر، فإن الحجاج الروس بالتأكيد سيقومون بتغطية العدد المعطى لهم كاملاً، إذ لا شك في أنهم على استعداد كامل للمشاركة بكامل حصتهم في أعداد الحجيج الوافدة إلى بلاد الحرمين. وأرجع سبب قلة الذين كانوا يأتون إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج في فترة الاتحاد السوفياتي إلى العراقيل التي كانوا يجدونها والصعوبات، واصفاً تلك الفترة الزمنية ب«العصيبة» في حياة مسلمي روسيا. وزاد: «على رغم وصول الحجاج الروس إلى مكةالمكرمة قبل 400 عام إلا إن أداء فريضة الحج بالمفهوم الحديث في تطور مستمر حتى يومنا هذا، ولا سيما أن السعودية تشهد تطوراً ملموساً في بنيتها التحتية وخدماتها المقدمة للحجاج والمعتمرين طوال مواسم الحج والعمرة المتتابعة». وأشار إلى أن توسعة الحرمين الشريفين تعد إنجازاً عالمياً غير مسبوق، قائلاً: «إن توسعة الحرمين الشريفين مقدمة لحاجة المسلمين من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يسلط الضوء على قدر المسؤولية التي توليها السعودية لهذه الشعيرة التي يفد إليها المسلمون من كل فج عميق». وأشاد القنصل الروسي بالخدمات المقدمة في المشاعر المقدسة، إضافة إلى التطوير المستمر الناتج من بحوث ودراسات قائمة لسنوات طويلة، مضيفاً: «إن البحوث والدراسات التي قامت بها السعودية طوال السنوات الماضية تهدف إلى تطوير وتحسين منظومة الحج للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، وإشعارهم بالراحة والطمأنينة خلال أداء مناسكهم في البقاع الطاهرة بمكةالمكرمة خلال أيام الحج». وأكد أن علاقة القنصلية بوزارة الحج ومؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا تكاملية، وتهدف للوصول إلى القمة في خدمة الحجاج ومساعدة الجهات المختصة في تحقيق الخطط التنظيمية المؤدية إلى حج مميز وخالٍ من أي معكرات لصفو الحجيج أو تعطيل شعائرهم ومناسكهم.