يبدأ أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر اليوم اضراباً عن الطعام، احتجاجاً على الفساد ودعماً لإجراءات تنفيذ الإصلاح، وفق ضوابط أصدرها مكتبه، وقال النائب رسول الطائي، من «كتلة الأحرار» ل «الحياة» إن «ابناء الخط الصدري سيبدأون اضرابهم غداً (اليوم) التزاماً بتوجيهات السيد القائد مقتدى الصدر الذي أخذ على عاتقه السعي، بشتى الطرق السلمية، الى تحقيق الإصلاحات والتخفيف عن كاهل المواطن الذي يعاني الأمرّين جراء استشراء الفساد في مفاصل الدولة». وأضاف: «تمت تهيئة كل مستلزمات إنجاح الإضراب، من دون تبعات أو أضرار صحية، من خلال الاستعانة بالأجهزة الصحية لتحديد ضوابط الصيام عن الطعام فقط، واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية المشاركين فيه، ورأى انها خطوة جديدة لم يعهدها المجتمع العراقي وقد تؤتي أكلها وتحقق الاصلاح المنشود». وكان الصدر دعا الجمعه الماضي الموظفين إلى الإضراب عن العمل، يومي الأحد والإثنين للضغط على الحكومة كي تنفذ الإصلاحات، وحضهم على البقاء أمام دوائرهم من دون عمل باستثناء الأمور الطارئة والحسّاسة، ودعا المواطنين الى الإضراب عن الطعام في المساجد والكنائس، ليومين متتاليين». وجاء في بيان لمكتب الصدر أن «الإضراب يكون عن الطعام فقط في المساجد والحسينيات، ويبدأ بعد صلاة الجمعة (اليوم) ولغاية فجر الأحد»، وشدد على ضرورة أن «يكون الإضراب بنية خالصة الى الله للخلاص من الفساد والمفسدين في مفاصل الدولة عامة». وحض البيان مسؤولي المساجد المحددة على «توفير ما يلزم للمضربين والتعاون معهم»، ودعا المضربين الى «الالتزام بالعبادة كصلاة الجماعة وقراءة القرآن الكريم والمواظبة على قراءة دعاء الفرج والوحدة والأمن والحفاظ على قدسية الأماكن». وحدد الأماكن التي سينفذ فيها الإضراب وهي: «حسينيات وجوامع أحياء مدينة الصدر والبلديات والشعب والطالبية، في جانب الرصافة، والشعلة والحرية والزعفرانية في جانب الكرخ، فضلاً عن محافظات بابل وكربلاء والنجف وواسط والسماوة وميسان وذي قار والبصرة» وسمحت التوجيهات للنساء المشاركة في الإضراب على ان يخصص لهن مسجد. وأفاد عضو الهيئة السياسية للتيار الصدري النائب السابق جعفر الموسوي أن «حرية التعبير عن الرأي مسموحة من طريق التظاهر السلمي فالمادة 46 من الدستور تنص على عدم تقييد الحريات الواردة في المادة 38 ولا يمكن تقييدها إلا بقانون على ان لا يمس جوهر الحرية او الحق. لذلك لا يوجد قانون يمنع الموظف من الإضراب». من جهة أخرى، قال الشيخ صادق الحسناوي إن «الإضراب عن الطعام جاء في الشريعة الإسلامية في شكل صيام وفي الأديان غير السماوية كرياضة روحية، وبالتالي لا يوجد إشكال في الاضراب فهو تقرب الى الله»، لافتاً الى أن «هذا الاضراب سيكون أول تجربة في تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة حتى الآن».