عزا الأمين العام لجمعية البر في الأحساء المهندس صالح العبد القادر، ارتفاع أعداد الفقراء في المحافظة، إلى «اكتظاظها بالسكان، وضيق سبل العيش فيها أكثر من غيرها»، مشيراً إلى دور «ضعف الدخل الشهري أو انعدامه لبعض الأسر». وذكر أنه «من خلال عمليات البحث الاجتماعي التي تجريها الجمعية، يبلغ متوسط الدخل الشهري لكثير منها 2200 ريال لأسرة يتراوح عدد أفرادها من خمسة إلى ستة أفراد». وقال العبد القادر، في حواره مع «الحياة»: «إن المفاهيم في تعريف الفقير والمحتاج أو اليتيم تختلف من مؤسسة خيرية إلى أخرى، وذلك بناء على النظم المتبعة في كل جهة، والتي تحدد مدى الحاجة من عدمها»، موضحاً أن من أسباب الفقر والحاجة في الأحساء «الطلاق، والاقتراض، وغياب رب الأسرة، بوفاته أو سجنه. كما أن بعض الأسر لا تجيد التصرف في مدخراتها المحدودة، ما يستدعيها لحل أزماتها المالية بالدخول في أزمات أخرى أكبر، وذلك بالتصرف في بعض الممتلكات الأساسية، كبيع المنزل». وفيما يلي حوار «الحياة» مع الأمين العام لجمعية البر في الأحساء: كم عدد المستفيدين من مساعدات جمعية البر الخيرية؟ - يصل عدد المستفيدين إلى نحو 10 آلاف أسرة، تمثّل 117.669 حالة سنوياً، ونقصد بالحالة هي كل عملية مساعدة، أي أن المستفيد الواحد يمكن أن تتم مساعدته في أكثر من برنامج من برامج الجمعية، وبذلك يسجّل أكثر من حالة. أما العدد الثابت الذي يستفيد من خدمات ومساعدات الجمعية فهو ستة آلاف أسرة، يمثلون نحو 30 ألف مستفيد ومستفيدة من برامج الجمعية ومراكزها ومكاتبها، التي يصل مجموعها إلى 28 مركزاً ومكتباً، منتشرة في أرجاء الأحساء كافة، عبر برامج المساعدات العينية والنقدية المقطوعة والمساعدات الموسمية والإغاثية. كما يبلغ عدد الأسر المستفيدة من الجمعية بإعانات نقدية دائمة تصرف كل ثلاثة أشهر، نحو 1800 أسرة، مشكّلة متوسطاً يناهز ستة آلاف مستفيد ومستفيدة. كم إجمالي مبالغ المساعدات العينية والنقدية سنوياً التي تقدم للمستفيدين؟ وهل تعتمد الجمعية على موارد استثمارية مساندة للتبرعات لدعم مشاريعها؟ - تتفاوت أحجام المساعدات العينية ومبالغ المساعدات النقدية بين عام وآخر ويرجع ذلك لعوامل عدة، منها مقدار حجم تدفق التبرعات العينية والنقدية على الجمعية في كل عام، وحجم المشاريع والبرامج المستحدثة التي تنفذها الجمعية، وعدد المستفيدين من كل مشروع. فبينما فاق مجمل حجم التبرعات في السنة المالية 1429ه، 40 مليون ريال، نجد أن حجم المساعدات في العام المالي 1430ه، وصل إلى نحو 39 مليون ريال. وقد يرجع ذلك للعوامل الاقتصادية التي مرت بها المنطقة، وما تأثرت به من تداعيات للأزمة الاقتصادية العالمية. كما أن للجمعية موارد ثابتة، من خلال العوائد المالية لتشغيل العيادات الطبية ورياض الأطفال. وتسعى الجمعية حالياً، وبشكل حثيث، لتفعيل برامج ومشاريع الوقف الخيري والصدقة الجارية، حرصاً منها على تأمين دخل ثابت لها. علاج المشكلة بمشكلات أكبر من خلال بحثكم للحالة الاجتماعية للمستفيدين ما أهم أسباب الحاجة والفقر؟ - هناك عوامل عدة قد نستنتجها من خلال عمليات البحث الاجتماعي التي تجريها الجمعية على المستفيدين من خدماتها. ويأتي في أولها انعدام أو ضعف الدخل الشهري لرب الأسرة، أو بعض أفرادها، خصوصاً في منطقة مكتظة بالسكان مثل الأحساء، تضيق فيها سبل العيش أكثر من غيرها، إذ يبلغ متوسط الدخل الشهري 2200 ريال لكثير من الأسر، التي يتراوح عدد أفرادها بين خمسة إلى ستة أفراد، وكذلك لغياب رب الأسرة بوفاته، أو سجنه، إضافة إلى ان بعض الأسر لا تجيد التصرف في مدخراتها المحدودة، ما يستدعيها لحل أزماتها المالية بالدخول في أزمات أخرى أكبر، وذلك بالاقتراض أو التصرف في بعض الممتلكات الأساسية، مثل بيع المنزل. وهناك مشكلة الطلاق، وما تسببه من تشتت أسري، وهي من أبرز الأسباب المسببة لحالة الفقر عند الكثير من الأسر المحتاجة. إذ تقع الكثير من الأعباء الاقتصادية على كاهل رب الأسرة أو المطلقة، التي كثيراً ما تحتفظ بحقها في الوصاية على الأبناء، وضمهم إليها. ولا يخفى أن هذا الجو الأسري يترك تخلفاً علمياً، يظهر جلياً في مستقبل الأبناء العلمي والوظيفي. هل أعداد الفقراء والمحتاجين والأيتام في ازدياد سنوياً؟ - للإجابة عن هذا السؤال أجدني مضطراً لتوضيح بعض الأمور، وأرغب في البداية أن أبين أن المفاهيم تختلف من إنسان إلى آخر، ومن مؤسسة خيرية إلى أخرى، في تعريف الفقير والمحتاج أو اليتيم، وذلك بناءً على النظم المتبعة في كل جهة، التي تحدد مدى الحاجة من عدمها. فبينما عدد الأيتام المكفولين لدى الجمعية ثابت نسبياً، بحيث لا تتعدى نسبة الزيادة السنوية اثنين في المئة؛ إلا أننا نجد نسباً أكبر حجماً صعوداً أو هبوطاً في عدد المستفيدين من الجمعية والمُصنفة في فئات الفقراء والمساكين، أو المطلقات والأرامل وأسر السجناء فهي متغيرة من عام إلى آخر. هل توجد نماذج لديكم لفقراء - أفراداً أو أسراً - تجاوزوا خط الفقر، وبدؤوا في الاعتماد على أنفسهم، واستغنوا عن المساعدات الخيرية، سواءً على مستوى الجمعية، أو أي من مراكزها؟ - هناك عدد من هذه النماذج المشرفة، التي غدت تعرف عندنا ب«الأسر الفاعلة»، أو «الأسر المنتجة»، التي تخطت عتبة الحاجة والعوز إلى المشاركة الاجتماعية الطبيعية، والاستفادة القصوى من كل الخدمات التي قدمتها لها الجمعية في فترة سابقة، ولا يسعنا الإفصاح عن أسماء هذه الأسر، لاعتبارات تفرضها سياسات الجمعيات الخيرية؛ لكننا نؤكد مرة أخرى على وجود مثل هذه النماذج الأسرية.