جرى امس، إحياء الذكرى العشرين لاغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ حسن خالد، وتحلق حول ضريحه بجوار مسجد الامام الاوزاعي، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وممثل رئيسي الجمهورية والحكومة الوزير خالد قباني، والنائب محمد قباني ممثلاً رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري، ورئيس «مؤسسة المفتي الشهيد حسن خالد» نجله سعد الدين وآل خالد وشخصيات. بعد تلاوة الفاتحة استرجع المفتي قباني ذكرى الاغتيال الذي تم بواسطة انفجار «أسكت صوته المدوي الذي كان يجهر به بكلمة الحق في وجه الذين كانوا يعملون على تدمير لبنان: إنسانه وكرامته وبناؤه وعمرانه ومؤسساته الدستورية وتهجير أبنائه من قراهم بعد تدميرها، وسقط لبنان يومها في أتون حرب أهلية ضارية، وما خرج منها لبنان إلا باتفاق الطائف الذي وضع حداً لهذه الحرب الأهلية، وارتضيناه دستوراً لنا في حياتنا السياسية والوطنية». واذ لفت الى ان المفتي خالد كان آخر ضحايا الحرب التي عمل على انهائها، توقف عند اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، «ودخل لبنان باستشهاده من جديد حرباً تارة باردة وتارة ساخنة، تستهدف إعادة لبنان إلى دائرة الصراع والنزاع، وما زال الخطر جاثماً على بلدنا الطيب لبنان، وتكاد تكون ظروف اليوم مشابهة في بدايتها للظروف التي عاشها مفتينا الشهيد الشيخ حسن خالد، وواجهها بكل شجاعة وإيمان». ورأى ان «الأوان آن لنستفيد من كل العبر الماضية، ولكي يعي اللبنانيون مصالحهم، ويدركوا مخاطر ما يجري على الساحة الداخلية في وطنهم، ويبتعدوا عن خطاب التهديد والتهويل والتفجير الذي يستثير النفوس والغرائز ويملأ الأجواء بالفرقة والتنابذ والكراهية. كفى لبنان أن يكون مسرحاً لكل أنواع الإجرام، وموقعاً تدور في رحابه الصراعات الإقليمية والدولية». وطالب ب «العودة الكاملة إلى مؤسساتنا الدستورية كي نعمل داخلها، ونعيد بناء الدولة على قاعدة الحرية من دون استبداد أو طغيان، والأمجاد لا تبنى على قتل الناس في شوارع بيروت، وانتهاك حرماتهم وكراماتهم ومؤسساتهم، بل إن ما حصل في السابع من أيار (مايو) هو خطيئة ما بعدها خطيئة بحق الدولة واللبنانيين جميعاً، ومهما علت أصواتنا فليس من الجائز أن تعلو على صوت الدولة والاستقواء عليها، وأياً كانت خلافاتنا وآراؤنا فحدودها وسقفها الدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية، التي هي ضمانة وجودنا وحريتنا وسيادتنا واستقلالنا بعد الله تعالى». وشكر سعد الدين خالد كل من شارك في الذكرى، وقال: «لبنان لا يستحق كل هذا الذي يجري فيه». ووضعت اكاليل الزهر على الضريح.