سيول، بكين، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - بدأت كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة مناورات مشتركة جديدة أمس، اعتبرتها بيونغيانغ «استفزازاً خطراً يستهدف إشعال حرب نووية». وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية وقيادة القوات الأميركية في سيول، أن المناورات التي تستمر 11 يوماً، هي تدريبات سنوية يشارك فيها 56 ألف جندي كوري جنوبي و30 ألف جندي أميركي، في كوريا الجنوبية والخارج. والمناورات لا تشمل تدريبات ميدانية، بل محاكاة على أجهزة الكومبيوتر يشارك فيها غالباً ضباط بارزون، لاختبار كيفية الانخراط في معارك وتحسين قدراتهم على اتخاذ القرار. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية، أن هذه المناورات تستهدف تحسين قدرة الحلفاء على الدفاع عن كوريا الجنوبية، والرد على أي استفزازات محتملة من كوريا الشمالية. وأجرت سيول وواشنطن الشهر الماضي، مناورات بحرية مشتركة على الساحل الشرقي لكوريا الجنوبية التي نفذت أيضاً تدريبات منفردة الأسبوع الماضي. وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك: «يمكننا منع نشوب حرب وإحلال السلام، حين نكون مستعدين». وأضاف خلال جلسة للحكومة، أن هذه المناورات «تُجرى سنوياً، لكن الشعب قد يشعر بقلق، إذ أن التدريبات تتزامن مع توتر متصاعد في شبه الجزيرة الكورية» بعد إغراق البارجة «شيونان» في آذار (مارس) الماضي، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً. في المقابل، اعتبرت صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية المناورات «استفزازاً عسكرياً خطراً آخر يستهدف إشعال حرب نووية». جاء ذلك بعدما هدد ناطق باسم الجيش الكوري الشمالي الأحد، بأن الجيش والشعب في الدولة الستالينية سيوجهان «ضربة من دون رحمة للإمبرياليين الأميركيين ومجموعة لي ميونغ باك من الخونة»، رداً على هذه المناورات، مضيفاً أن «الرد العسكري سيكون أشد عقاب ينزل بأحد في العالم». في الوقت ذاته، حذّرت بكين من أن المناورات بين سيول وواشنطن قد «تثير غضب» بيونغيانغ وتشعل توترات إقليمية. وقال الأميرال يانغ يي، وهو باحث بارز في جامعة الدفاع الوطني في بكين، إن الصين «قلقة» من هذه التدريبات، مشيراً الى أن بلاده ترى أن الخطر الأكثر مباشرة يكمن في نية الولاياتالمتحدة إجراء مناورات بحرية مشتركة جديدة مع كوريا الجنوبية، تتضمن دخول حاملة طائرات أميركية البحر الأصفر الفاصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية. وقال يانغ: «إذا دخلت الولاياتالمتحدة البحر الأصفر، لا يمكن للصين استخدام القوة المسلحة لمنعها، إذ ثمة خطر حدوث اشتباك مسلح، وهذا لن يكون من الحكمة في شيء بالنسبة الى الصين والولاياتالمتحدة». وأضاف: «لكن إذا أصرّت الولاياتالمتحدة على المضي قدماً، هذا سيكون كمن يطعن يده بسكين. سيضرّ ذلك بالعلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة على المدى الطويل». وتساءل: «كيف سينظر المخططون الاستراتيجيون العسكريون في الصين الى ذلك؟ حين تستعد الولاياتالمتحدة لاستخدام قوتها العسكرية لتهديد المصالح القومية للصين، ماذا بوسعنا أن نفعل؟ سيكون علينا أن نعزز جيشنا». الى ذلك، رجّحت صحيفة «واشنطن بوست» أن يخلف جان سونغ تايك (64 سنة)، نائب رئيس لجنة الدفاع الوطنية، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، على رغم تقارير تفيد بأن خليفة كيم سيكون نجله الأصغر كيم جونغ أون.