أكدت منظمة التعاون الإسلامي أن الحديث عن وضع شعيرة الحج بإدارة إسلامية منفصلة «يعد أمراً مرفوضاً تماماً وغير مطروح أصلاً»، معتبرة أن «تسييس فريضة الحج أمرٌ غير منطقي»، مطالبة في الوقت ذاته «بتجنب ربط الركن الخامس من أركان الإسلام (الحج) بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول». وأعربت عن أملها في «ألا تسعى أي جهة أو طرف للزج بالحج والحجاج في سياق خلافي يفرق ولا يوحّد». وقال مصدر مسؤول في المنظمة ل «الحياة»، إن «الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع الشعوب الإسلامية وأي حديث عن وضع هذه الشعيرة بإدارة إسلامية منفصلة أمر غير منطقي وغير مطروح أصلاً ومرفوض تماماً ولا ينبغي ربط فريضة الحج بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول». وأضاف: «إن المنظمة تقدر عالياً وتشكر السعودية على جهودها في خدمة الحجاج، وتوفير كل الإمكانات وتقديم الخدمات كافة لهم». وأوضح: «أنه سبق وأن أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني في بيان صحافي عن كامل ثقة المنظمة في أن السعودية مستمرة في القيام بواجبها الذي منّ الله به عليها، خادمة للحرمين الشريفين ولحجاج البيت الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، آخذة في الاعتبار كل ما يجد لتطوير تلك الخدمات وإحكامها». وكان الأمين العام للمنظمة إياد مدني نوّه في وقت سابق بما تبذله السعودية من جهود كبيرة ومتصلة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، واستثمارها في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، حتى أصبح مشعرا منى وعرفات أثناء أيام الحج المعدودة مدينتين كاملتين، تقدم لنحو ثلاثة ملايين من البشر كل ما يحتاجون إليه من خدمات، وتتوافر فيها جميع احتياجاتهم المعيشية، وسط بنية أساسية كبرى شملت الطرق والأنفاق والجسور، وما يسهل على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم. إلى ذلك، أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن شجبها واستنكارها ما تضمنه البيان الصادر عن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية، مستغربة ما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلاً عن زعيم دولة إسلامية. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني، أن دول المجلس «تعد ما ورد في بيان المرشد الأعلى الإيراني بشأن الحج تحريضاً مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين». وقال في بيان أمس: «إن العالم الإسلامي يدرك تماماً الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً، من أجل تنظيم شعيرة الحج وتسهيل استضافة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم». وشدد على أن «دول مجلس التعاون ترفض الحملة الإعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الإيرانيين تجاه المملكة العربية السعودية ودول المجلس، وتؤكد أن هذه الحملات بما تتضمنه من اتهامات وادعاءات تتنافى تماماً مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى الألفة والمحبة والتآخي، وتتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بنّاءة بين الدول الإسلامية».