تمكنت القوات العراقية من إحكام سيطرتها على ناحية القيارة، فيما أكد مصدر عشائري في الأنبار حسم المعارك في جزيرة الخالدية، وقال: «لم يبق أمامنا سوى التطهير». ورحب رئيس الوزراء حيدر العبادي بهذا التقدم، معتبراً أنه «خطوة مهمة لاستعادة الموصل». وقال في بيان نقله مكتبه الإعلامي: «حققت قواتنا البطلة اليوم نصراً كبيراً وخطوة مهمة على طريق تحرير الموصل وألحقت هزيمة منكرة بعصابة داعش الإرهابية». وأضاف: «بهذا الإنجاز والنصر الباهر، أتقدم بالتهنئة إلى أبناء شعبنا العراقي الكريم بتحرير ناحية القيارة الإستراتيجية والمناطق المحيطة بها». واعتبر أن ذلك «يعني تقريب المسافة نحو الهدف الكبير المتمثل باستعادة محافظة نينوى وإنقاذ أهلها من جور وظلم العصابات الظلامية وإعادتها إلى حضن الوطن». وخاضت القوات العراقية، بالتعاون مع طيران التحالف الدولي، معارك ضارية على مدى ثلاثة أيام، لتحرير ناحية القيارة، جنوب الموصل، من سيطرة «داعش»، وأفادت قيادة العمليات في نينوى «أن القوات نجحت خلال اليومين الماضيين في تحقيق انتصارات كبيرة تمثلت في تحرير مصفاة النفط والمجمع الحكومي ومستشفى المدينة، ورفع العلم الوطني فوقها، وهي تتعامل بحذر خلال تقدمها لتحرير الأحياء السكنية، بسبب العوائق التي وضعها التنظيم، مثل العبوات الناسفة والألغام والسيارات المفخخة، وتفخيخ المنازل، في ظل وجود نحو عشرة آلاف مدني، وأشارت إلى أن «سحب الدخان تغطي السماء لأن عناصر داعش أحرقوا آبار نفطية». وقال مصدر آخر إن «الجيش سيطر في شكل كامل على مركز الناحية، إثر فرار من تبقى من مسلحي التنظيم». وسبق للجيش أن استعاد قاعدة القيارة الجوية المقرر أن تكون منطلقاً لتحرير الموصل، وتعتزم الولاياتالمتحدة نشر جنودها فيها. إلى ذلك، أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي أن قواته «والفرقة الخامسة عشرة والقوات المتجحفلة معها، من تحرير 90 في المئة من القيارة»، وأضاف أن «الجهد الهندسي باشر إزالة العبوات الناسفة والصواريخ غير المنفجرة ومعالجتها». وقالت مصادر محلية إن «الاحتفالات عمت القيارة، فقد أنقذ السكان الذين كانوا محاصرين». وأضافت أن «بعض الأهالي أحرق ما تبقى من مقرات داعش، وساعد القوات الأمنية في العثور على مخازن الذخيرة ومواقع التنظيم». في الأنبار، قال الناطق باسم مقاتلي العشائر الشيخ غسان العيثاوي في بيان إن «معركة جزيرة الخالدية حُسمت بالكامل ولم يتبق سوى عمليات تطهيرها من العبوات والمفخخات التي زرعها داعش». وأضاف: «أن القوات المشتركة مستمرة في تدمير المخابئ السرية والأنفاق، وستنتقل لتحرير جزيرة الرمادي ومناطق أعالي الفرات»، وأكد «أن حماية الجزيرة سلمت إلى مقاتلي العشائر والحشد الشعبي». من جهة أخرى، قال الناطق باسم هيئة الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي أمس: «هناك استهداف متعمد للحشد لإضعاف عزيمته بعد الانتصارات التي حققها في مختلف قواطع العمليات». وأضاف أن «الموصل لن تحرر إلا بوجود الحشد، بالتنسيق مع كل القوات الأمنية»، مؤكداً «التنسيق مع البيشمركة. وسبق أن خضنا معارك سوياً في ديالى والسعدية وحققنا انتصارات باهرة»، وزاد أن «معارك التحرير الجارية في الموصل سجلت نجاحاً آخر تمثل في أن كل العائلات تعود إلى بيوتها في القيارة في يوم التحرير مباشرة».