حذر عرب كركوك وتركمانها من إدراج المدينة في نطاق مساومات ومفاوضات تشكيل الحكومة، على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته الاخيرة الى أربيل، واعتُبرت محاولة لكسب ود الأكراد بالتلويح بتقديم تنازلات في خصوص كركوك. وأوضح القيادي في «المجلس السياسي العربي» الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي في تصريح الى «الحياة» أن «العرب والتركمان يعتبرون المادة 140 منتهية»، لافتاً إلى أن «المساومات في شأن اعادتها ستُدخل كركوك والمناطق المتنازع عليها في نفق خلافات طويلة الأمد». وانتقد العاصي تصريحات المالكي، وحذر من أن تؤدي «الى انعدام أي فرصة توافق بين المكونات الرئيسة المختلفة على مصير المدينة (بين من يريد) إلحاقها باقليم كردستان، أو اعطائها وضعاً خاصاً مرتبطاً ببغداد». وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قال خلال زيارته أربيل إن «أحداً لا يستطيع أن يوقف تنفيذ المادة 140». كما أكد القيادي في «التحالف الكردستاني» النائب محمود عثمان دعم الأكراد أي جهة أو كتلة تستجيب الى مطالب التحالف في هذا الخصوص. من جهته، حذر زعيم «حزب العدالة التركماني» أنور بيرقدار في تصريح الى «الحياة» من «نتائج كارثية في حال الاصرار على تجاهل التشريعات الدستورية الخاصة بالمادة المذكورة وانتهاء مدتها القانونية». ودعا زعيم «الحزب الوطني التركماني» جمال شان الكتل السياسية الى «منح الشعب فرصة اختيار حكومته بعد فشل القوائم الفائزة في انهاء الصراع على شكل الحكومة المقبلة ولونها». وأكد شان في تصريح إلى «الحياة» وجود «حالة تململ واسعة بين العراقيين لكن القوائم المعنية بتشكيل الحكومة لم تعد تدرك مأساة هذا التأخر وما تبعه من تردي أمني وخدماتي». وشدد على ضرورة «الخروج بإعلان عاجل لتشكيل حكومة بعيداً عن المساس بهوية كركوك العراقية ودون صفقات سياسية قد تجر البلاد الى هاوية التوترات مجدداً»، في اشارة إلى التصريحات الأخيرة للمالكي. ويصر الأكراد على تنفيذ كامل للمادة 140 واجراء احصاء سكاني وتحديد موعد لاجراء استفتاء في شأن إلحاق المدينة الغنية بالنفط باقليم كردستان او جعلها اقليماً خاصاً يحظى بادارة محلية ترتبط بالحكومة المركزية. وتعتبر كركوك أكثر المدن العراقية التي يدور خلافاً عليها، نظراً الى تعدد القوميات المتعايشة فيها، الا أن الأكراد يؤكدون وجود تغييرات ديموغرافية بعد استقدام النظام السابق عشرات الأسر من مناطق في وسط البلاد وجنوبها الى المدينة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. في هذا الوقت، أعلنت قيادة شرطة كركوك البدء بتطبيق خطة أمنية جديدة لحماية المساجد والحسينيات في شهر رمضان بعد سلسلة هجمات شنها مسلحون ضد أئمة المساجد. وأوضح اللواء تورهان عبدالرحمن نائب قائد شرطة كركوك في تصريح الى «الحياة» أن «الخطة التي تشمل نشر مفارز أمنية قرب المساجد والحسينيات، اضافة الى الأسواق والتجمعات المتوقع أن تشهد إقبالاً كبيراً خلال الشهر تهدف الى تعزيز الوضع الأمني الذي عاود استقراره مجدداً في غالبية أحياء كركوك واقضيتها بعدما شهد تصعيداً لافتاً في تموز (يوليو) الماضي». ودعا أئمة المساجد الى «استغلال مناسبة حلول رمضان بالدعوة الى نبذ التوترات والاعمال الارهابية التي تعكر صفو التعايش بين المكونات الرئيسة في المدينة». ويخشى سكان المدينة أن يتسبب حلول رمضان في ارتفاع نسبة الهجمات التي ينفذها تنظيم «جيش أنصار السنّة» وتنظيم «الحركة النقشبندية» اللذان يتخذان من المدينة مركزاً لهجماتهما المسلحة.