أنهت السلطات الجزائرية المرحلة الأولى من أشغال بناء عازل ترابي يمتد على طول حدودها المشتركة مع تونس، ويتألف من خندق عميق وسد رملي عالٍ، تزامناً مع تواصل الأشغال في جدار مماثل على الحدود المغربية «لدواعٍ أمنية». وبدأت أعمال بناء الساتر الترابي العازل على طول الحدود مع تونس الذي انطلق في أيلول (سبتمبر) 2015، بالظهور مع قرب اكتمال المرحلة الأولى، وذكرت السلطات أن بناء السد الترابي يهدف إلى منع دخول الإرهابيين من تونس وليبيا، إضافة إلى وقف نشاطات التهريب. يُذكر أن تونس أقامت، في وقت سابق، خندقاً وحاجزاً ترابياً يمتد على الحدود مع ليبيا بطول نحو 200 كيلومتر، مجهزاً بمنظومة مراقبة إلكترونية، وذلك بهدف وقف تسلّل إرهابيين من ليبيا. ويقول مراقبون جزائريون إن الإجراءات الجديدة على الحدود مع تونس مكّنت من تخفيف عمليات التهريب، وانخفضت عمليات تهريب المواشي نحو تونس في شكل واضح، ما خلق استقراراً في أسعارها قبل عيد الأضحى، وهو أمر نادر لم يحدث منذ أكثر من 20 سنة. وأشارت مصادر جزائرية إلى أن هذا العازل يصل طوله إلى 3 أمتار، ويعلوه ستار شائك على خندق يصل عمقه إلى 3 أمتار. ويمتد هذا الجدار على مسافة تتجاوز ال350 كيلومتراً، وسيسد جزءاً يسيراً من الحدود الليبية انطلاقاً من النقطة الثلاثية بين الجزائروتونس وليبيا. ويأتي هذا الساتر الترابي بعد أيام على بدء الجزائر ببناء جدار آخر على حدودها الغربية مع المغرب، ل «حماية أراضيها من التهريب»، كما يأتي بعد حاجز ترابي أقامته تونس على حدودها مع ليبيا يهدف إلى وقف تسلّل الإرهابيين، وفق إعلان رئيس حكومتها السابق الحبيب الصيد. وتشهد حدود الدول المغاربية مراقبة أمنية كبيرة بسبب انتشار الجريمة المنظمة وتسلل المقاتلين المتشددين، فضلاً عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كما تشهد تلك الدول توترات في ما بينها من حين الى آخر بسبب قضايا حدودية. ونُقل عن مصادر محلية في محافظة الوادي الجزائرية، أن السلطات أنهت المرحلة الأولى من أعمال بناء ساتر ترابي بطول 340 كيلومتراً يمتد إلى حدود ولاية تطاوينجنوب شرقي تونس. وكانت الجزائر بدأت ببناء الساتر الترابي العازل على طول الحدود مع تونس في أيلول 2015. وذكرت السلطات أن بناء السد الترابي يهدف إلى منع دخول إرهابيين من تونس وليبيا، إضافة إلى وقف التهريب، بخاصة أن أبراج مراقبة ستُشيَّد على طول الجدار العازل، ما سيمكّن من كشف أي محاولة تسلّل إلى الأراضي الجزائرية. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام جزائرية محلية، أن الساتر الترابي الذي تعكف الجزائر على إنجازه يمتد من ولاية الوادي المقابلة لتوزر التونسية، وينتهي عند المثلث الحدودي الذي يجمع ليبيا وتونس، مشيرةً إلى أن ارتفاع الساتر يبلغ 3 أمتار، وهو مزود بنفق بعمق 3 أمتار أيضاً، وسيُعزز ب14 برج مراقبة، لافتةً إلى أن مخططات بناء الساتر تشير إلى أنه سيمتد على مسافة 140 كيلومتراً على طول الحدود الجزائرية - التونسية، وسيغطي مسافة كبيرة من الحدود الجزائرية مع ليبيا.