إسلام آباد، موسكو - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - حض متشددو حركة «طالبان باكستان» حكومة الرئيس آصف علي زرداري على رفض المساعدات الغربية لضحايا الفيضانات المستمرة منذ 12 يوماً، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص وأجبرت مليونين على ترك منازلهم وأعاقت حياة حوالى 14 مليوناً آخرين، ما يعادل نسبة 8 في المئة من السكان. وقال طارق عزام الناطق باسم الحركة: «المسؤولون الفاسدون سيستولون على المساعدات، وحكومة في خيبر بختون خوا تتلهف للحصول عليها، ليس من أجل المتضررين بل لزيادة أرصدتها في البنوك». ودمرت الفيضانات الناتجة من أمطار موسمية غزيرة غير معتادة غمرت حوض نهر الأندوس وخلفت دماراً امتد من الجبال في الشمال إلى سهول إقليم السند في الجنوب، مئات الطرق والجسور. وقد يتفاقم الوضع ما يزيد القلق من سعي جمعيات خيرية إسلامية لها صلات بجماعات متشددة لسد الفجوة التي يرى البعض أنها نتجت من تقصير السلطات الباكستانية في التعامل مع الكارثة، علماً ان الأممالمتحدة قدرت ببلايين الدولارت كلفة إعادة السكان الى منازلهم وإصلاح البنية التحتية المدمرة. وأمس، أعلنت الولاياتالمتحدة مساعدات إضافية بقيمة 20 مليون دولار لباكستان التي يعد استقرارها أمراً حيوياً بالنسبة للجهود التي تبذلها واشنطن من اجل انهاء تمرد «طالبان» في أفغانستان. وفيما قتل 40 شخصاً جدداً على الأقل بينهم 29 طفلاً بسبب الأمطار الغزيرة والانجرافات الأرضية والصواعق في إقليم جيلجت - باليستان (شمال) أمس، دافع الرئيس زرداري غداة عودته الى البلاد عن قراره السفر الى الخارج، مؤكداً انه ساعد في توجيه أنظار العالم إلى معاناة الضحايا. وكتب زوج رئيسة الوزراء الراحلة بينظير في صحيفة «وول ستريت جورنال»: «انتقد البعض قراري المنعزل عن الناس، لكنني اخترت الجوهر بدلاً من الرمز، وعدت إلى باكستان بنتائج ملموسة ستساعد ضحايا الفيضانات على المدى القصير، وتضع الأسس لانتعاش على مستوى البلاد على المدى الطويل». وفي روسيا، وصلت حرائق الغابات التي اندلعت منتصف الشهر الماضي الى مناطق ملوثة بإشعاعات نووية منذ كارثة تشرنوبيل (غرب) عام 1986. وقال الجهاز الفيديرالي للدفاع عن الغابات ان حرائق سجلت على مساحة 3900 هكتار من اراضٍ ملوثة بإشعاعات، خصوصاً في منطقة بريانسك حيث اندلع 28 حريقاً. وانقشع دخان الحرائق عن أجواء العاصمة الروسية موسكو التي سجلت معدلات تلوث مرتفعة جداً جعلت التنفس من دون كمامات امراً خطراً بمقدار تدخين علب سجائر عدة يومياً. الى ذلك، اعلن خبراء بيئيون إن الدخان المنبعث من حرائق الغابات في روسيا قد يضاف إلى المشاكل الصحية الناجمة عن «سحب بنية» تنتشر في منطقة تمتد من آسيا إلى الأمازون. وتوقعوا ان يسرع الدخان الناجم عن حرائق روسيا وتيرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ما يتسبب في ذوبان جليد القطب الشمالي. وقال فيرابادران راماناثان الذي يشرف على دراسة يجريها برنامج الأممالمتحدة للبيئة عن «السحب البنية» التي تقلص ضوء الشمس في مدن مثل بكين أو نيودلهي وتلحق اضراراً بنمو المحاصيل في آسيا: «التأثيرات الصحية لهذه السحب هائلة»، علماً انها تنجم من تلوث المناخ بسبب انبعاثات السيارات أو محطات الطاقة التي تستخدم الفحم أو نتيجة حرائق الغابات أو إحراق الخشب أو مواد تحرق للطهي والتدفئة. وهذه السحب شبه دائمة وتتسبب في ظهور أمراض مزمنة في القلب والجهاز التنفسي. وأضاف: «يتمثل القلق الرئيسي في تأثير الدخان الروسي على القطب الشمالي مع استقرار الكربون الأسود وغيره على جليد المحيط». وقال كيم هولمان، مدير البحوث في المعهد القطبي النروجي، إن «الهواء فوق روسيا استقر إلى حد ما في الأيام الأخيرة، ما يركز الدخان فوق الأرض».