حضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري دكا على تعزيز جهودها لمكافحة العنف وتشجيع حقوق الإنسان، مرجّحاً ارتباط متطرفين نفذوا هجمات في بنغلادش أخيراً، بتنظيم «داعش». لكن السلطات كرّرت نفيها الأمر. وتتعارض تصريحات كيري مع تأكيد حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد أن متشددين محليين نفّذوا الهجمات. وعشية وصول كيري، أعلنت الشرطة في بنغلادش أنها قتلت قرب دكا ثلاثة متشددين تشتبه في أن أحدهم، تميم شودوري الذي يحمل جنسيتَي كندا وبنغلادش، هو مدبّر عملية اقتحام مطعم في العاصمة مطلع الشهر الماضي، وقتل 22 رهينة معظمهم إيطاليون ويابانيون. وتبنّى «داعش» العملية، ونشر صوراً للمجزرة قبل هجوم الشرطة. لكن السلطات تواصل نفي وجود التنظيم في بنغلادش، وتنسب الاعتداءات الأخيرة إلى «جماعة مجاهدي بنغلادش» المحلية التي بايعت «داعش»، علماً أنها تنظيم محظور مُتهم بقتل عشرات من الأجانب ومن أفراد أقليات دينية ومثقفين وعلمانيين، بسواطير منذ عام 2013. وأعلن كيري أنه أجرى محادثات «صريحة جداً في هذا الصدد» مع الشيخة حسينة، وأضاف: «أوضحنا كل شيء، هناك دليل على أن لدى تنظيم داعش اتصالات مع ثمانية كيانات في العالم، أحدها في جنوب آسيا. لديهم رابط إلى حد ما بعملاء هنا، وقلنا ذلك في شكل واضح خلال محادثاتنا» في دكا. واعتبر أن «هناك الكثير الذي يمكننا فعله لنتعاون» في مجالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، لمواجهة التهديدات الأمنية التي تجسّدها التنظيمات المحلية والعابرة للحدود. وتابع: «هذا هو الوحش الذي نتعامل معه الآن. وأثق جداً بأننا سنعزّز إمكاناتنا وستكون فاعلة». ولفت إلى ضرورة حفظ مبادئ الديموقراطية في بنغلادش ل»هزيمة الإرهابيين». لكن وزير الداخلية في بنغلادش أسد الزمان خان فنّد تصريحات كيري، وزاد: «قلت له إن لا إرهابيين أو متشددين من الخارج، أو على صلة بداعش، بل هناك متشددون داخل بلادنا وهم محليو المنشأ». وكان ديبلوماسي أميركي مرافق لكيري ذكّر بأن واشنطن ودكا تربطهما «شراكة طويلة الأمد، مع برامج وُضعت منذ سنوات في مكافحة الإرهاب والأمن». وأشار إلى «تكثيف الحوار في الأشهر الأخيرة» مع الشرطة والقضاء والجيش في بنغلادش، مشدداً على اعتزام واشنطن على مساعدة دكا لمواجهة الهجمات الإرهابية.