طلب ثلاثة اتراك اللجوء في اليونان، بعدما أوقفوا الأسبوع الماضي لدخولهم البلد في شكل غير شرعي، مؤكدين انهم في خطر في تركيا، لارتباطهم بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي. وقال المحامي اكيلياس كونستانتينيدس ان موكليه، وهم أستاذان جامعيان ومهندس مدني، وصلوا الى جزيرة رودس جنوب شرقي بحر إيجه الاثنين الماضي، بعدما دفعوا لمهرّب مهاجرين. وأضاف ان الشرطة أوقفتهم وصدر في حقهم قرار اداري بطردهم، بسبب دخولهم اليونان في شكل غير قانوني. لكنهم قدموا رسمياً الجمعة الماضي طلب لجوء، ما أدى الى تجميد القرار بإبعادهم. وتابع المحامي ان الأتراك الثلاثة يؤكدون فرارهم من عملية «تطهير» تشنّها السلطات التركية ضد جماعة غولن، وينفون تورطهم بالمحاولة الانقلابية. وكانت وسائل اعلام يونانية أوردت ان اربعة اتراك، هم استاذان جامعيان وولداهما، اوقفا الأسبوع الماضي في ألكسندروبوليس قرب الحدود مع تركيا، بعد دخولهم اليونان في شكل غير قانوني. وتضاف طلبات اللجوء هذه الى طلبات قدمها ثمانية عسكريين أتراك في تموز (يوليو) الماضي، بعدما وصلوا الى الكسندروبوليس في مروحية. وتطلب أنقرة تسليمهم، لاتهامهم بالمشاركة في المحاولة الفاشلة، لكنهم ينفون ذلك. وكرّر وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس بعد لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في جزيرة كريت الأحد، ان القضاء اليوناني سيبتّ في مصيرهم. على صعيد آخر، ربط جاويش أوغلو سماح تركيا لنواب ألمان بزيارة قاعدة إنجرليك الجوية لتفقّد قوات ألمانية تشارك في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، بنأي برلين عن قرار أصدره البرلمان يعتبر مجزرة الأرمن عام 1915 «إبادة جماعية». وقال: «هذا يعتمد على الخطوات التي تتخذها ألمانيا. إذا أخذت الخطوات اللازمة، سنسمح بالزيارة». واستدرك أن «الذين يحرّفون تاريخنا ويتلاعبون به في شكل غير منصف، لا يمكن السماح لهم بهذه الزيارة». ولفت مسؤولون في الخارجية التركية الى أن «الخطوات اللازمة» تعني أن تنأى الحكومة الألمانية عن قرار البرلمان، وتوضح أنها لا تدعمه. تصريحات الوزير التركي أتت بعد ساعات على إعلان مايكل روث، الوزير الألماني للشؤون الأوروبية، بعد عودته من أنقرة، أن البلدين حققا «تقدّماً» في اتجاه تسوية الخلاف حول زيارة القاعدة، وزاد: «آمل بأن يتمكّن نوابنا من زيارة جنودنا قريباً». وأشار إلى أنه استُقبل بحفاوة في تركيا، خلال زيارة هدفت الى إعادة بناء العلاقات بين أنقرةوبرلين، بعد استياء تركيا من «بطء» ألمانيا في إدانة المحاولة الانقلابية. وشدد روث على أن ألمانيا دانت فوراً المحاولة الفاشلة، مستدركاً ان لهجة التنديد كان يمكن أن تكون أكثر حزماً. الى ذلك، حضت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل مواطنيها من أصل تركي والذين يقيمون في بلادها، على الانخراط في المجتمع الألماني وعدم «جلب الصراعات من تركيا إلى ألمانيا». وتعرّضت مركل لانتقادات بعدما دعت «المنتمين الى أصل تركي ويقيمون في ألمانيا منذ وقت طويل، الى أن يكتسبوا درجة عالية من الولاء لبلدنا». أما زيغمار غابرييل (56 سنة)، نائب المستشارة، فرجّح ألا يشهد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «خلال مسيرته السياسية»، معتبراً أن الاتحاد «ليس في وضع لاستقبال دولة بحجم مدينة، في الحالة التي نحن فيها».