فيما تواصلت أمس عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين من مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصاً وأصيب آخرون جراء سقوط برميلين متفجرين بفاصل دقائق بينهما على حي تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب السورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «استهدفت قوات النظام حي المعادي ببرميل متفجر سقط قرب خيمة عزاء على أطراف حي النيرب، وبعد تجمّع الناس والمسعفين سقط برميل متفجر ثان، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة عدد كبير من الجرحى». وأوضح أن «مجلس عزاء كان يقام في المكان ل 15 مدنياً بينهم 11 طفلاً قتلوا الخميس جراء قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على حي باب النيرب المجاور». وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية في مدينة حلب إن البرميل الثاني سقط بعدما كانت سيارات الإسعاف قد هرعت إلى مكان سقوط البرميل الأول، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى وتدمير سيارة إسعاف بالكامل وإصابة مسعفين اثنين بجروح على الأقل. ونشرت وكالة «شهباء برس» المحلية للأنباء التي أفادت بمقتل «ما لا يقل عن 23 مدنياً» جراء سقوط البرميلين، صوراً للمنطقة المستهدفة، تظهر جثتين من جثث القتلى. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية والفصائل المعارضة التي تسيطر على الأحياء الشرقية. وغالباً ما تتعرض الأخيرة لقصف جوي بالبراميل المتفجرة أوقعت آلاف القتلى فيما ترد الفصائل بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية. في غضون ذلك، انطلقت 34 حافلة من داريا في الغوطة الغربية ظهر أمس حاملة معها الدفعة الثانية والأخيرة من مواطني المدينة الذين يتم ترحيلهم بناء على اتفاق مع الحكومة في اتجاه الشمال السوري وريف دمشق. وأوضح «المرصد» أن الحافلات التي أقلت الدفعة الأولى من المنسحبين من مقاتلي داريا وأفراد عائلاتهم (قرابة 600 شخص) وصلت أمس إلى مشارف مدينة إدلب حيث حضّرت فصائل معارضة احتفالات لاستقبالهم بعد صمودهم في وجه القوات النظامية على مدى أربع سنوات. أما المدنيون المهجّرون من داريا في إطار الدفعة الأولى فقد تم نقل معظمهم إلى مراكز إيواء في ريف دمشق الغربي (بينها الكسوة وحرجلة ومراكز أخرى). وقال مصدر عسكري سوري ل «رويترز» إن كل المدنيين سيغادرون داريا وسيدخلها الجيش على أن يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بمجرد إعادة بناء البنية التحتية في المنطقة. وقال «المرصد» إن «من المنتظر أن تستكمل بنود الاتفاق الذي جرى بين الفصائل العاملة في المدينة وسلطات النظام بوساطة جهات أممية خلال 4 أيام كحد أقصى... حيث ستشمل عملية التهجير نحو 5 آلاف مدني ومقاتل». لكن تبين أن الدفعة الثانية التي خرجت أمس من داريا كانت الأخيرة. على صعيد آخر، ذكر «المرصد» أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة و «جبهة فتح الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» في محور عين عيسى بجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي. أما في محافظة حمص (وسط) فقد أشار «المرصد» إلى أن قوات النظام قصفت مناطق في محيط المحطة الثالثة بريف حمص الشرقي، فيما أغارت طائرات حربية على مدينة السخنة وبلدة الطيبة وحقل آرك وطريق عام تدمر - السخنة، بالتزامن مع اشتباكات تدور في محيط حقلي شاعر وجزل بريف حمص الشرقي. وتابع «المرصد» أنه «ارتفع إلى 14 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة». وهذه المرة الأولى منذ فترة طويلة تلجأ فيها القوات النظامية إلى شن غارات جوية على الوعر. وكان تنظيم «داعش» نشر الجمعة شريط فيديو يُظهر إعدام 14 شخصاً في مدينة الرقة بعدما وصفهم بأنهم من «الملاحدة الكرد وصحوات الردة وجنود النظام النصيري». وأظهر الشريط، بحسب «المرصد»، خمسة شبان يرتدون «اللباس البرتقالي» قُدّموا بوصفهم من «صحوات الردة» (أي من مقاتلي المعارضة) قبل قيام مسلحين بذبح أربعة منهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، فيما بقي الخامس جاثياً على ركبتيه ليقوم عنصر من «داعش» بإشهار مسدس وإطلاق النار على رأسه. كما أظهر الشريط 5 أشخاص آخرين قُدّموا بوصفهم من «الملاحدة الكرد» اقتادهم 5 عناصر أطفال من «أشبال الخلافة» تحدث واحد منهم قائلاً: «إلى ملاحدة الأكراد إنما بيني وبينكم أيام تشيب لها الولدان والحرب معكم لم تبدأ بعد». ومن ثم أطلق الأطفال الخمسة النار من مسدسات على رؤوس الأسرى الخمسة. وأوضح الشريط أن الأطفال ينتمون إلى جنسيات عدة (بريطاني ومصري وتونسي وأوزبكي وكردي). كما أظهر الشريط 4 مقاتلين متقدمين في السن وهم يقتادون 4 أشخاص قالوا إنهم من «جنود النظام النصيري» وتم إعدامهم بإطلاق النار على رؤوسهم من مسدسات حربية.