دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الى «إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بما يحفظ وحدتها واستقرارها ويضع حداً للعنف وإراقة الدماء في إطار الإجماع العربي والدولي»، فيما أشارت تصريحات لبوتين الى عدم تطابق وجهات النظر بشأن الازمة السورية. (راجع ص13) وكان بوتين وصل أمس الى الاردن، المحطة الأخيرة في جولته الشرق اوسطية، قادماً من الاراضي الفلسطينية واسرائيل، حيث حذر خلال لقائه في بيت لحم مع نظيره الفلسطيني محمود عباس من ان «الاجراءات الاحادية الجانب تضر بعملية السلام في الشرق الاوسط»، فيما جدد الرئيس الفلسطيني مطالبته لروسيا ب«ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط» في موسكو. وذكر بيان للديوان الملكي الأردني ان الملك عبدالله الثاني أجرى محادثات مع الرئيس الروسي في منتجع على البحر الميت ركزت على علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، والتطورات في المنطقة، وجهود تحقيق السلام فيها. وأكد الجانبان ضرورة تكثيف العمل لإحلال السلام في الشرق الأوسط استناداً إلى حل الدولتين. وخصص جزء من المحادثات للوضع في سورية، لكن بيان الديوان الملكي اكتفى بالقول ان الملك عبدالله الثاني جدد دعمه «لإيجاد حل سياسي للأزمة هناك بما يحفظ وحدة سورية واستقرارها ويضع حداً للعنف وإراقة الدماء في إطار الإجماع العربي والدولي». وقال بوتين، خلال المحادثات التي تخللتها مأدبة غداء، إن «اجتماعنا فرصة لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط والقضايا الساخنة التي تمر بها المنطقة»، ونوّه ب»العلاقات المميزة» التي تربط بلاده مع الأردن، معبراً عن أمله «بتطوير هذه العلاقات مستقبلا»، الامر الذي يشير الى عدم تطابق وجهات النظر بشأن الازمة السورية. واضاف بوتين «نحترم مواقف الأردن على المستوى الإقليمي والدولي»، مشيراً إلى حكمة الملك ورؤيته السديدة في التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة. وكان الملك وبوتين أكدا في تصريحات لهما قبيل بدء جلسة المباحثات الموسعة والثنائية على متانة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. ولفت العاهل الاردني الى ان بلاده وروسيا تتمتعان بعلاقات مميزة على مختلف الصعد، مؤكداً العزم على تطويرها في مختلف المجالات. وافتتح بوتين، عقب لقائه العاهل الاردني، بيت الحجاج الروس على نهر الاردن في مكان مغطس السيد المسيح معبراً عن شكره للحكومة الاردنية التي خصصت قطعة أرض لإقامة مركز لاستقبال الحجاج الروس الى المملكة. كما عبر عن ارتياحه لمستوى الحوار السياسي بين الأردن وروسيا ومستوى تطور العلاقات بين البلدين خصوصاً في المجال الاقتصادي.