أعلن قيادي بارز في جبهة «بوليساريو» نفاد صبر الصحراويين حيال تداخل الأدوار الإقليمية في المنطقة، في سابقة قد تعيد نزاع الصحراء الغربية وآفاق المفاوضات إلى نقطة الصفر، مؤكداً أن الصحراويين «لن ينتظروا حتى تحل مشاكل الجزائر وفرنسا وإسبانيا. سنحل مشاكلنا، ونتمنى ألا يعيقنا أحد». وقال المدير المركزي للشرطة في مخيمات تيندوف مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود خلال مؤتمر صحافي في مدينة السمارة الصحراوية الواقعة تحت سيطرة المغرب أمس: «عندنا في بوليساريو محظور اسمه المصلحة الوطنية يحول دون الرؤية الواقعية للأشياء، خصوصاً في المحافظات الصحراوية»، مؤكداً أن الزيارات بين الأهالي التي ترعاها مفوضية اللاجئين مكنته من «النظر إلى الواقع بعينين، بعدما كنت أنظر بعين واحدة». ودعا إلى إحراز تقدم في مساعي التسوية. وتعهد «نقل معطيات الواقع إلى سكان المخيمات»، قائلاً: «أنا لا أخشى رد فعل بوليساريو، وأريد أن أختبر رد فعل ديموقراطيتهم»، في إشارة إلى التزامه العودة إلى المخيمات، لكنه أضاف: «نريد أن نتفاوض في شكل مباشر مع الدولة المغربية بأسلوب جديد»، من دون أن يفصح عن مجال هذه المفاوضات وما إذا كانت ستتم في إطار المساعي التي يقودها الموفد الدولي كريستوفر روس أم في إطار جديد. غير أن مصادر ديبلوماسية مغربية رهنت نجاعة المفاوضات باستمرارها في إطار الأممالمتحدة، مشيرة إلى أن كل جولات المفاوضات التي جرت منذ اندلاع نزاع الصحراء عام 1975 آلت إلى طريق مسدود، وشملت لقاءات سرية وعلنية بين مسؤولين مغاربة وقياديين بارزين في «بوليساريو». ولاحظت أن ولد سلمى حرص على انتقاد انفراد قيادة «بوليساريو» بالقرار حين قال إن زعيم الجبهة محمد عبدالعزيز «يحتكر القرار والسلطة ولا يترك مجالاً للتداول حولها»، مؤكداً أن قياديي الجبهة «اغتنوا على حساب سكان المخيمات»، في إشارة الى الجدل الواسع الذي أثارته منظمات غير حكومية عن طرق صرف المساعدات التي تقدمها الدول المانحة. ووصف الأوضاع الإنسانية في المخيمات بأنها «الأكثر سوءاً في العالم»، لكنه اعتبر اقتراح المغرب منح أقليم الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً «مبادرة وجيهة». وهذه المرة الأولى التي ينتقد فيها قيادي بارز في «بوليساريو» الأوضاع في المخيمات، ثم يعود إليها، ما يعني أن زيارته المحافظات الصحراوية الواقعة تحت سيطرة الرباط لم تكن في إطار الانشقاقات التي قام بها قياديون قطعوا صلاتهم بالجبهة التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء. ويتوقع أن يثير موقفه ردود أفعال متباينة من الأجنحة المتصارعة، سواء الداعية إلى الحوار مع المغرب أو المناهضة لهذا التوجه. لكن المصادر أشارت إلى أن انتساب ولد سلمى إلى قبيلة «الرقيبات»، كبرى القبائل الصحراوية، «يجعله في مأمن من أية ردود فعل، خصوصاً أن المنتمين إلى هذه القبائل انتفضوا مرات عدة ضد قيادة محمد عبدالعزيز».