بغداد - أ ف ب، رويترز - سقط خمسة قتلى في سلسلة اعتداءات استهدف أحدها شرطة المرور، وفقاً لمصادر أمنية. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن «شخصين بينهما شرطي مرور قُتلا وأُصيب عشرة آخرون بينهم سبعة من شرطة المرور في انفجار عبوة». وأوضح أن «الانفجار وقع صباحاً عند المدخل الرئيسي لمديرية شرطة منطقة الغزالية (غرب بغداد)». ويأتي هذا الانفجار ضمن سلسلة هجمات استهدفت خلال الأيام الماضية شرطة المرور في مناطق متفرقة من بغداد. وقال ضابط رفيع المستوى في مديرية شرطة مرور بغداد لوكالة «فرانس برس» بعد سلسلة الهجمات التي استهدفت الجهاز في مناطق متفرقة من بغداد: «نمثل الخطوط الأمامية في المعركة ضد الارهاب». وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته، في توتر واضح أن «جميع رجال المرور باتوا يشعرون بخطر الموت (يلاحقهم) لكنهم يواصلون القيام بواجباتهم». وشدد على أن «رجل المرور هو رمز للسلام والأمان ويتولى فرض القانون، وغيابه يعني غياب الأمن والسلطة». ورأى أن «الجهة التي تزرع العبوات وتنفذ الاغتيالات هي ذاتها (...) إنها جهة خسيسة وجبانة على رغم أن ذلك مخالف للقوانين والشرائع». وقال مصدر في وزارة الداخلية إن أول هجوم ضد شرطة المرور وقع في 23 تموز (يوليو) الماضي في شارع فلسطين (شرق بغداد) حيث انفجرت عبوة أدت الى جرح اثنين من عناصر شرطة المرور. وأكد استمرار الهجمات خلال الأيام الماضية. ووفقاً لحصيلة أعلنها المصدر ذاته، قُتل خمسة أشخاص على الأقل من عناصر شرطة المرور وأُصيب حوالى 27 آخرين منهم في سلسلة هجمات في مناطق متفرقة من بغداد. وكانت عناصر شرطة المرور تؤدي واجباتها قبل عام 2007، وترتدي زياً غير نظامي ويغطي بعضهم وجهه تجنباً لاستهدافه من المتمردين. إلا أن رجال شرطة المرور بدأوا بتطبيق النظام في شكل جدي تدريجياً، وباتوا يرتدون قميصاً أبيض وسروالاً ازرق. وقال الملازم أحمد علي (22 سنة) لوكالة «فرانس برس»: «نحن مسالمون ونعمل لخدمة الناس وننظم السير». وأضاف أن «هذه الهجمات مدعومة من دول الجوار وينفذها تنظيم القاعدة. إنها تستهدف الحكومة وتلاحق كل من يمثلها بهدف اسقاطها». وأضاف علي الذي كان يتحدث في منطقة الكرادة (وسط العاصمة) حيث يعمل منذ سنتين: «لسنا الوحيدين المستهدفين. فقد قتلوا وحرقوا الجنود في منطقة الأعظمية قبل أيام». وكانت عناصر من القاعدة قتلت في الثالث من الشهر الجاري، ثلاثة جنود عراقيين في الأعظمية، الحي السني في شمال بغداد، ثم أحرقوا جثثهم. يذكر أن دوريات شرطة المرور في بغداد بدأت بحمل أسلحة رشاشة وتفتيش السيارات المشتبه بها، بالتعاون في بعض الأحيان مع أجهزة الأمن الأخرى. ويتقاضى عنصر شرطة المرور ممن هم بمستوى شرطي الى ملازم مرور رواتب تراوح بين 650 الف دينار (حوالى 550 دولاراً) و900 الف دينار (حوالى 760 دولاراً) شهرياً. من جهته، قال قائد القوات البرية الفريق علي غيدان خلال مؤتمر صحافي حول الهجمات التي تستهدف شرطة المرور، إن «القسم الاكبر منهم غير مسلحين لذلك فهم أهداف سهلة للارهابيين». وأشار الى أنه «ما بين عامي 2005 و2008، كان رجال شرطة المرور مسلحين (برشاشات). لكن بعد الاستقرار الامني الذي شهدناه في البلاد، سمحنا لهم بحمل أسلحة للحماية الشخصية» فقط. وتابع: «الآن، نبحث في تسلحيهم ببنادق طويلة»، أي رشاشات. وعلى الصعيد الأمني أيضاً، انهار مجمع طبي تماماً بعد انفجار ألغام زرعت داخله، ما اسفر عن مقتل مدنيين اثنين واصابة سبعة آخرين في ابو غريب غرب بغداد. وأفادت الشرطة أن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا النار على منزل محافظ البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي في جنوب بغداد، ما أسفر عن اصابة أحد حراسه في وقت متأخر من ليل أول من أمس. وفي كركوك، قتل مسلحون بالرصاص مسؤولاً محلياً وأصابوا اثنين من حراسه في الملتقى جنوب غربي كركوك شمال بغداد. جنوباً، أعلن مصدر أمني عراقي اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم يقفون وراء التفجير الدموي بسيارتين مفخختين الاسبوع الماضي الذي ادى الى سقوط 33 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقال المقدم عزيز لطيف قائد الوحدة الخاصة التابعة لشرطة الكوت: «اعتقلنا في المنطقة الزراعية التابعة لناحية الصويرة (50 كيلومتراً جنوب بغداد) ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، يشتبه بقيامهم بتفجير الثالث من آب (اغسطس) في الكوت»، لافتاً الى أن «التحقيق جار معهم». واشار الى ان «المعتقلين الثلاثة من اهالي محافظة ديالى» شمال شرقي بغداد.