استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري والوفد المرافق، وبحث معه التعاون الثنائي بين البلدين في كل المجالات، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة. وقال كيري ان لقاءاته مع الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزراء خارجية دول مجلس التعاون كانت بناءة ومثمرة. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدوا اجتماعاً أمس، برئاسة وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عادل الجبير، مع الوزير كيري ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبايس إلوود، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني. وكشف كيري في مؤتمر صحافي عقده مع الجبير عن خطة أمنية وسياسية جديدة لإطلاق مفاوضات اليمن، تقضي بتسليم أسلحة الميليشيات وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الأزمة، وأضاف: «نحن ملتزمون الدفاع عن أمن السعودية وحل الأزمة اليمنية، وأشكر السعودية لدفعها جهود السلام التي بدد الحوثيون فرصة نجاحها». وأوضح كيري أن «الاتفاق النهائي... سيشمل في المرحلة الأولى تشكيلاً سريعاً لحكومة وحدة وطنية، وسحب القوات من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، ونقل كل الأسلحة الثقيلة ومنها الصواريخ البالستية من الحوثيين والقوات المتحالفة معها إلى أطراف ثالثة». وأضاف أن تنفيذ الخطة التي أقرها وزراء دول مجلس التعاون سيبدأ بعقد جلسة مشاورات بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وكل أطراف الأزمة. وشدد على إجماع كل الأطراف على ضرورة حل الأزمة اليمنية بالطرق الديبلوماسية. وأشار إلى وجود خيارات في حال فشلت الجهود السلمية مع الحوثيين، وقال «تفاؤلنا يعتمد على موقف الحوثيين وداعميهم في المنطقة تجاه الحل السلمي، وعلى الحوثيين إدراك أنهم أقلية في اليمن. وقال كيري ان جماعة الحوثي يجب أن توقف قصفها للحدود السعودية، وأن تتخلى عن أسلحتها وتشارك في حكومة واحدة مع خصومها، مؤكداً حق السعودية في الدفاع عن أراضيها إزاء سقوط الصواريخ التي «جاءت من دولة خارجية»، ومبيناً أن السعودية وأميركا تتشاركان في القلق حيال المأساة الإنسانية في اليمن. وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أمله بعودة الأطراف اليمنية للحوار. وأكد اهتمام السعودية بتسوية أزمة اليمن سلمياً، كما شدد على رفض السعودية ووزراء خارجية دول الخليج وأميركا وبريطانيا كل الخطوات الأحادية من الانقلابيين، مطالباً الميليشيات بفك الحصار على المدن والسماح بإدخال المساعدات. وأضاف الجبير أن قوات التحالف حريصة على تقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين وتسهيل دخولها، وأكد الحرص على تقليل وتجنب سقوط الضحايا المدنيين في اليمن. كما استغرب عدم وجود انتقادات لانتهاكات الحوثيين ونهبهم اقتصاد اليمن. ميدانياً، واصلت طائرات التحالف غاراتها على أهداف عدة وتمكنت من تدمير ثكنات عسكرية وتعزيزات تستخدم للهجوم على الحدود السعودية. وكشفت مصادر ل «الحياة» أن طائرات التحالف دمرت تجمعات لميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي صالح ومخازن للسلاح، كما قصفت مواقع استطلاع قرب الحدود السعودية وحرف سفيان بمعسكر العمالقة. وحررت قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» أمس بدعم من قوات التحالف مواقع جديدة من قبضة جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح في جبهات تعز ونهم والجوف، كما كثفت مقاتلات التحالف غاراتها على معسكرات المتمردين وخطوط إمدادهم في صنعاء وصعدة والحديدة، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد على امتداد الحدود مع السعودية. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن قواتها واصلت التقدم في الجبهة الغربية من تعز في ظل معارك ضارية مع المتمردين قرب «تلة موكنة» باتجاه منطقة الربيعي وسيطرت على منطقة «وادي حنش» بالتزامن مع استمرار تمشيط المناطق الواقعة بين جبل الهان ومنطقة مدرات. وفي محافظة الجوف أفادت مصادر الجيش اليمني بأنها شنت هجوماً على جبال ومواقع يسيطر عليها الحوثيون جنوب مديرية الغيل، ما أدى الى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، واستعادت القوات الحكومية السيطرة على موقع جبل «سيلان»، وهو أحد المواقع الاستراتيجية التي يتمركز فيها المتمردون. في غضون ذلك شنت مقاتلات التحالف سلسلة ضربات ليلية على معسكر ما كان يعرف ب «الفرقة الأولى مدرع» شمال غربي العاصمة، كما استهدفت المدخل الغربي لصنعاء في منطقة «الجبل الأسود» وقاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء، وأغارت على معسكر للمتمردين في منطقة الصليف الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة. إلى ذلك، قال مصدر خاص في شركة «بترو مسيلة» النفطية في حضرموت ل «الحياة»، إن من المتوقع أن تصل إلى ميناء الضبة النفطي بمدينة الشحر باخرة لنقل 66 ألف طن من النفط الخام إلى مصافي عدن، ويبدأ تحميل الكمية صباح اليوم، ومن المتوقع أن تتحرك الباخرة غداً إلى المصافي.