في الوقت الذي اكدت فيه المقاومة اليمنية امس الجمعة أنها باتت على بعد نحو 20 كيلومترا من العاصمة اليمنية صنعاء، قصفت طائرات التحالف العربي مواقع عسكريةً لميليشيا الحوثي وقوات صالح في العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت تلة التلفزيون الحكومي التي حولتها مليشيات الحوثيين وقوات صالح إلى موقع عسكري، إضافة إلى منطقة الأزرقين شمال صنعاء التي أطلق منها الحوثيون صواريخ بالستية باتجاه المملكة، كما أغارت مقاتلات التحالف على مدرسة في محافظة صعدة شمال اليمن يتخذها الحوثيون مقرا لهم، وشدد نائب الرئيس اليمني على حرص الحكومة الشرعية الدائم على سلام حقيقي، يستند لقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية. اقتراب معركة صنعاء وفي التفاصيل، قال رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء وعضو البرلمان اليمني الشيخ منصور علي يحيى الحنق، امس الجمعة: إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية باتوا على بعد نحو 20 كيلومترا باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء. واضاف الحنق في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إن قوات الجيش والمقاومة أحرزت تقدما كبيرا في المناطق الشمالية من محافظة مأرب المحاذية من الجهة الشرقية لمحافظة صنعاء، وكذلك تقدمت في محافظة صنعاء باتجاه جبال صلب والخانق حوالي عشرين كيلومترا في اتجاه صنعاء عن الموضع السابق". وقال الحنق: إن "قوات الجيش والمقاومة يحققان تقدما بشكل مستمر، وكان لتعاون المواطنين دور كبير في التقدم". وأعتبر الحنق أن ما قامت به "تلك المليشيات من ممارسات لا إنسانية هو وصمة عار في وجهها ويتعارض مع حق الإنسان في الحياة والعيش الكريم آمنا مطمئنا على نفسه وماله". وقال الحنق: إن الهدف من المعارك الدائرة في اليمن بشكل عام هو تحرير كافة المحافظات "المحتلة" وصولا إلى صنعاء. وتابع: "ومن حرصنا على ما ذكر، فإننا نطالب المجتمع الدولي بتطبيق القرار 2216 الذي من ضمن بنوده إلزام المليشيات الخروج من العاصمة صنعاء وبقية المدن وتسليم السلاح للدولة الشرعية، ولكن للأسف، فإن هذه المليشيات تقوم في أيامها الحالية بحفر الانفاق والخنادق حول مدينة صنعاء وفي أحيائها السكنية، مما يدل على أنها تريد أن تتخذ المدنيين وسكان العاصمة دروعا بشرية". وأضاف: انه قد تم إعداد الكثير من الإمكانات البشرية والمادية، ومقتضى الحروب الاحتياج إلى الدعم المتواصل، وذلك لأن الحروب يحدث فيها استهلاك للآليات والمعدات والذخائر، وهذا يتطلب استمرار الدعم اللوجستي والجوي، وهو ما لمسوه من دول التحالف العربي خلال الفترة السابقة. ودعا رئيس المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء أبناء اليمن بشكل عام وسكان محافظة صنعاء وأمانة العاصمة بشكل خاص إلى توحيد الصف ومقاومة "المليشيات" بكل الوسائل الممكنة، لكي ينعم اليمن بالأمن والاستقرار والوحدة. سلام حقيقي وجدد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح حرص الحكومة الشرعية الدائم على إيجاد سلام حقيقي، يستند إلى القرارات الأممية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية. وأشار بحاح لدى لقائه في الرياض سفيري روسيا لدى المملكة العربية السعودية واليمن إلى أن حكومته تعي مسؤولياتها الجسيمة لعودة الأمن والاستقرار إلى مختلف المحافظات في البلاد. كما استعرض بحاح مع السفيرين نتائج المشاورات الأخيرة بين الحكومة الشرعية والميليشيات الانقلابية بمدينة "بيل" السويسرية، إضافة إلى ملف الإغاثة وعراقيل الميليشيات لمنع وصول المساعدات خاصة إلى تعز. خرق الهدنة واستمرت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في خرق الهدنة التي دعا إليها الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث اشتعلت جبهات القتال في عدة مناطق، خاصة في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، حيث قتل 35 من المتمردين الحوثيين. فيبدو أن هناك إصراراً من زعيم المتمردين على إفساد الجهود الأممية لحل الأزمة في اليمن.. وهو ما انعكس بفعل تحريضه لأنصاره على استمرار القتال، وخرق الهدنة في عدة مناطق كان أبزرها خلال الساعات الماضية قرب العاصمة صنعاء بالإضافة إلى محافظاتالجوف وتعز والضالع. ففي مديرية نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء، استمرت المعارك بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، حيث كانت المواجهات الأعنف، وسقط خلالها 35 متمرداً، بحسب مصادر عسكرية. حصار وقصف تعز وفي تعز أيضاً، واصلت مليشيات الحوثي وصالح قصف الأحياء السكنية في تعز، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 21 آخرين. ومن بين الأحياء التي قصفوها حي الزهراء في الجبهة الشرقية بتعز. وفي هذه الأثناء، شددت مليشيات الحوثيين وحلفاؤهم الخناق على منافذ المدينة المحاصرة ومنع دخول المساعدات إليها، في وقت حث فيه مجلس الأمن الدولي أطراف الأزمة اليمنية على احترام التزاماتها المتعلقة بتسهيل وصول المساعدات، خاصة إلى مدينة تعز. وقالت الناشطة في إحدى المنظمات غير الحكومية المحلية إشراق المقطري لوكالة الصحافة الفرنسية: إن "مليشيات الحوثي ما زالت تحاصر المدينة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والمياه"، رغم إعلان الأممالمتحدة الأسبوع الماضي إيصال مساعدات إنسانية إلى سكان تعز. أما في محافظة الضالع، فتجددت الاشتباكات مع المتمردين، واتهمتهم المقاومة الشعبية باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وكشفت عن قتل الحوثيين لعدد من الفلاحين العزل في الحقول والمزارع. وتواصل الفرقة الهندسية انتزاع الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي عملها في محافظة الجوف، حيث تمكنت من انتزاع 175 لغماً أرضياً تم زرعها في محيط معسكر اللبنات. وأوضحت مصادر أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تعيش حالة قلق وترقب، وقامت بحفر الخنادق على أطراف صنعاء، ونشرت أسلحة ثقيلة وسط أحياء العاصمة، إضافة إلى عدة حملات اعتقال ومداهمات لمنازل ناشطين في محافظتي صنعاء وعمران.