خاضت المقاومة الشعبية اليمنية اشتباكات مع الحوثيين وقوات صالح في محافظة الجوف، سقط خلالها عدد من القتلى، بينما احتدمت المعارك بمحافظة حجة، ما أدى لفرار قيادات حوثية نحو محافظة الحديدة المجاورة. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية والجيش الوطني: إنهما يحاصران مركز مديرية "الغيل" في الجوف بشكل كامل، وشنت طائرات التحالف العربي غارات على مقر قيادة معسكر خالد بن الوليد في مفرق المخا غربي محافظة تعز، واستهدفت طائرات أباتشي تابعة للتحالف آليات عسكرية للحوثيين وسط مدينة المخا، وأطلقت ميليشيا الحوثي وقوات صالح خمسة صواريخ كاتيوشا باتجاه قريتي الجديد والكدحة التابعتين لمديرية باب المندب في محافظة تعز، فيما شدد وزير الإعلام اليمني محمد القباطي على أن التزام حكومته بالهدنة يتطلب التزاماً مقابلاً من ميليشيات الحوثي التي لم تنفذ حتى الآن أي بند من القرار الأممي رقم 2216. وواصل الرئيس المخلوع ألاعيبه وحيله، وقال: انه "اذا لم يتم الحوار المباشر بيننا وبين المملكة العربية السعودية، فلا حوار. واضاف: "لن نذهب الى الحوار (...) إلا في حالة ايقاف الحرب". غارات مكثفة وفي التفاصيل، كثفت مقاتلات التحالف العربي امس الاثنين غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في عدة محافظات يمنية. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: إن نحو ست غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين وصالح في منطقتي عقبات وذيفان بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء. وفي صنعاء، قصفت مقاتلات التحالف العربي بأكثر من عشر غارات جوية قاعدة الديلمي الجوية ومعسكر الاستقبال في ضلاع همدان شمال غرب صنعاء. وذكر سكان محليون أن دوي انفجارات عنيفة هزت العاصمة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من على المواقع المستهدفة. وبحسب مصادر محلية أخرى في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، فقد قصفت مقاتلات التحالف مواقع للحوثيين وقوات صالح بمناطق المهاذر والأزقول وآل الصيفي بمديرية سحار، ومواقع أخرى بمديرية مجز ورازح. فرار للحديدة وفي محافظة الحديدة، قالت مصادر محلية: إن عشرات القياديين في الحرس الجمهوري التابع للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي يصلون تباعا إلى مدينة الحديدة فرارا من جبهات القتال في مديريتي حرض وميدي بمحافظة حجة المجاورة. ويشدد الحوثيون حصارهم على منافذ مدينة تعز وسط استمرار المواجهات، خاصة في منطقة المسراخ غرب المدينة، إضافة إلى جبهات القتال الأخرى، بينما يواجه السكان في المدينة صعوبة بالغة في الحصول على احتياجاتهم. وفي محافظة شبوة، قتل ثمانية أفراد على الأقل من ميليشيا الحوثي وقوات صالح، بعد أن استهدفت سلسلة غارات جوية منصة صواريخ ومواقع عسكرية في جبال عسيلان بالمحافظة، وذلك بالتنسيق مع وحدات من اللواء ال19 في المنطقة. وشدد وزير الإعلام اليمني محمد القباطي على أن التزام حكومته بالهدنة يتطلب التزاماً مقابلاً من ميليشيات الحوثي التي لم تنفذ حتى الآن أي بند من القرار الأممي رقم 2216. والتقى وزير الخارجية اليمني الدكتور عبد الملك المخلافي في الكويت رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وأفادت "وكالة الأنباء اليمنية الرسمية" بأنه تم خلال اللقاء بحث مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، خاصة التعاون بين وزارتي خارجية البلدين والاستفادة من إمكانيات المعهد الدبلوماسي الكويتي من خلال عقد دورات تدريبية للكادر الدبلوماسي اليمني، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع على المستويين السياسي والعسكري على الساحة اليمنية ومجريات المشاورات التي عقدت مع وفد ميليشيا الحوثي وصالح في جنيف. ألاعيب المخلوع من جهته، واصل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح ألاعيبه وحيله، وقال: إنه يرفض حوار جنيف الذي عقد منتصف الشهر الجاري، وأيّ حوار سياسي مقبل إذا شاركت فيه حكومة عبدربه منصور هادي، مشترطا أن يكون الحوار مباشرا مع المملكة العربية السعودية. وأثناء ترؤسه اجتماعا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، الأحد، أشار صالح إلى أن هذا الحوار يمكن أن يكون برعاية الأممالمتحدة وروسيا كدولة محايدة، على حد وصفه. وأضاف: إن السلطة الممثلة في هادي وحكومته غير شرعية. وتوعد التحالف العربي إذا لم يتم وقف الحرب، قائلا: إن المعركة لم تبدأ بعد، كما أكد تحالفه الكامل مع الحوثيين ميدانيا وسياسيا. وشكر الرئيس المخلوع وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي شارك في مشاورات السلام "جنيف 2" في سويسرا، "على موقفه الإيجابي الموحد حيث ذهب وهو يعرف ماذا يريد". مساعدات تعز ولا تزال مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون محرومة من المساعدات الانسانية التي وصلت الى مناطق اخرى في المحافظة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان انها ارسلت اكثر من مائة طن من الادوية والمستلزمات الطبية الى محافظة تعز، مؤكدة "تعثر" توزيع مساعدات في داخل تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية المحاصرة منذ اشهر. وقال عضو لجنة الاغاثة الطبية المحلية في تعز محمد القباطي لوكالة فرانس برس: "نؤكد ان اي مساعدات لم تصل الى داخل المدينة المحاصرة فعليا، وعلمنا ان هناك مساعدات تدخل الى المناطق الواقعة خارج المدينة والارياف والمديريات التي تقع تحت سيطرة من يحاصروننا". وأكدت المنظمة "تعثر توزيع 22 طنا من المستلزمات الطبية على خمسة مرافق صحية (...) داخل مدينة تعز بسبب صعوبة الوصول لهذه المناطق"، مؤكدة العمل مع اطراف النزاع "للسماح بإدخال المستلزمات الطبية". ورأى عبدالكريم شمسان، وهو رئيس ائتلاف عدد من المنظمات الاغاثية المحلية في تعز، ان "المساعدات تسلم لمن يقتلوننا"، في اشارة للحوثيين.