غاب صوت فئة الشباب في المجتمع السعودي عن المطالبة بحقوقهم «المشروعة»، في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات «ناعمة» بجانب أصوات لهيئات ومنظمات مخصصة للطفل يطالبون المجتمع بالحقوق المشروعة لهم، مثل حقوقهم الشرعية والاجتماعية والترفيهية، ليحققوا بذلك سبقاً على حساب عنصر الشباب في المطالبة بحقوقهم حتى وإن صاحب طلبهم رفع «صوت» من البعض يؤكد من خلاله لهم بأن المطالبة بالحقوق «حرام»...! فعندما يرتفع صوت المرأة والطفل مطالبين بحقوقهما ويغيب صوت الشباب، الذي يمثل ما يقارب ال 65 في المئة من فئات المجتمع، فلا بد أن يكون هناك أسباب...! شخصياً أعتقد أن السبب «الجوهري» في غياب صوت الشباب وقوعهم «ضحية» لأوضاعهم المعيشية داخل المجتمع، فأصبح تفكيرهم مقصوراً على «الهرب» من البطالة والبحث عن وظيفة أو كيف يتخرجون في الجامعة؟ وأحياناً يكون تفكيرهم في «الانتحار»...! بهذه المصاعب غاب صوت الشباب ونسوا «المطالبة» بحقوقهم المشروعة، لذلك قد نجد العذر لهم في المطالبة بحقوقهم...! ما دفعني للكتابة عن حقوق الشباب المعدمة حال الشباب في فصل الصيف، فالجدول شبه موحد بين الشباب كافة طوال فترة الصيف، ففي النهار نجد الجميع نائماً وتجدهم في الليل «يتسكعون» في الشوارع والمقاهي محاطون بالفراغ والملل و«الطفش»...! فالفراغ من شأنه أن يثبط همم الشباب ويرفع معدل الجريمة داخل المجتمع، وما قصدته بالجريمة الإرهاب وعمليات ترويج الحبوب المخدرة، والسرقة والتفحيط في الشوارع العامة واللف والدوران في شارع «التحلية»، ناهيك عن الممارسات «الشاذة»! ومحاربة الفراغ عند الشباب يكمن في شغل وقتهم بما يعود عليهم بالإيجابية تجاه أفكارهم ومجتمعهم ويخفض معدل الجريمة...! فوجود دور عرض «سينما» مثلاً من شأنه أن يشغل الشباب عن عمليات الترويج، ووجود دور عرض مسرحي بشكل أسبوعي من شأنه أن يشغل الشباب عن عمليات السرقة والتفحيط، ووجود ملتقيات ثقافية ومنافسات رياضية تجمع الشباب في ما بينهم من شأنه أن يجنب الشباب الوقوع في براثن الإرهاب والانسياق وراء أفكارهم الضالة، وكذلك اللف والدوران في بعض الشوارع العامة، وأيضاً وجود متنزهات للجميع «أهون» من الوقوع في ما يغضب الله والأهل! وأخيراً، لا أحد يمكنه أن يسمع للشباب ما لم يرتفع صوتهم مطالبين بحقوقهم «المشروعة» لهم في مجتمعهم...! [email protected]