احتضنت قاعات قصر الفنون في القاهرة معرض «حوار أفريقيا» للفنون المعاصرة النيجيرية على مدار أسبوع، ومن ثم انتقل إلى مدينة الإسكندرية ليستمر هناك حتى منتصف الشهر الجاري. ويعد المعرض الذي أقيم تحت عنوان «نيفاتور»، الأول من نوعه الذي تمثل فيه دولة إفريقية بهذه الكثافة الملحوظة، إذ عرضت مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية تصور رجالاً ونساء ذوي ملامح إفريقية و «موتيفات» مستقاة من الفنون الأفريقية التقليدية زينت جدران أروقة قصر الفنون في ساحة دار الأوبرا المصرية. وضم المعرض أعمالاً من مقتنيات المتحف الوطني النيجيري تمثل أطياف الحركة التشكيلية النيجيرية كافة وأعمالاً بدا فيها التأثر واضحاً بالفن الأفريقي بمفرداته التقليدية، جنباً إلى جنب مع أعمال أخرى معاصرة ومواكبة لحركة الفن العالمي. وإلى جانب الأعمال المعروضة لمقتنيات المتحف الوطني النيجيري عرضت أعمال أخرى لعشرين فناناً معاصراً من مصر ونيجيريا. وبدا الاهتمام واضحاً بهذا الحدث لدى المسؤولين في قطاع الفنون التشكيلية المصري وعلى رأسهم الفنان محسن شعلان الذي قال: «إن معرض الفن النيجيري هو بداية انطلاقة وانفتاح على الفنون الأفريقية التي طالما أثرت في حركة الفن العالمي، و قد آن الأوان لنلتفت إلى فنون هذه القارة بما ينعكس بالإيجاب على حركة التشكيل المصري». وعن إمكان التفكير في إنشاء فعالية سنوية للفن الأفريقي ترعاها القاهرة قال: «هناك نية واضحة ورغبة ملحة لدينا في الانفتاح على الفنون الأفريقية لما لها من أهمية كبيرة، وثراء فني كان له أثره الواضح في حركة الفن العالمي». واعتبر أن فكرة إقامة ملتقى سنوي أو دوري للفنون الأفريقية في القاهرة، أمر يمكن التفكير فيه بجدية في المستقبل القريب. وأضاف شعلان: «إن الفن والثقافة هما لغتا الحوار الحقيقي بل والوحيدة بين البشر مهما اختلفت أشكالهم وانتماءاتهم ودولهم وثقافاتهم، وإذا كانت مصر هي أقدم حضارة في العالم فإن نيجيريا تعد من أقدم الحضارات بعد مصر في قارة أفريقيا. ففي نيجيريا ظهرت حضارة «نوك» وتألقت خلال القرن السادس قبل الميلاد». وصرح وزير الثقافة والسياحة النيجيري أبو بكر صادق محمد بأن المعرض هو بمثابة رصد للتطور والتغيرات الكبيرة التي مرت بها الفنون المرئية في كل من مصر ونيجيريا، كما أن هذا الحدث يمكنه أن يلقى الضوء على الأهمية الاستراتيجية للفنون المرئية بوصفها أحد أهم العوامل التي تساعد على النمو الاقتصادي في أي بلد. ويشمل المعرض أنواعاً مختلفة من المقتنيات الفنية مثل التصوير والنحت والطباعة على النسيج والخزف والرسوم التي نفذت بأساليب مختلفة. وتعتبر المعروضات ذات أهمية كبرى كونها تمثل جزءاً من التراث الجمالي النيجيري. ويطوف المعرض في مدن وعواصم عربية عدة وسيتخذ الشكل ذاته بمعنى أنه يتم عرض أعمال أنتجها عشرة فنانين نيجيريين إلى جانب أعمال عشرة فنانين من الدولة المضيفة. وعبر مدير قصر الفنون في القاهرة الفنان محمد طلعت عن سعادته بمثل هذا الحدث، لافتاً إلى أنه يقدم أنواعاً مختلفة من الفنون المعاصرة لها صلة وثيقة بمجتمعها وتاريخها وهويتها.