حلق طيران النظام السوري صباح اليوم (السبت) فوق مدينة الحسكة التي يسيطر الأكراد على القسم الأكبر منها، على رغم تحذير واشنطن من شن أي غارات تعرض مستشاريها العسكريين على الأرض للخطر، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ولم يتضح في الوقت الحاضر ما إذا كانت الطائرات التي استمرت طلعاتها طوال ليل الجمعة - السبت نفذت أي غارات كما يومي الخميس والجمعة، فيما ذكر «المرصد» وقوع اشتباكات عنيفة وتبادل قصف مدفعي بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والقوات الكردية من جهة أخرى في بعض أحياء المدينة. ويسيطر الأكراد على ثلثي مدينة الحسكة الواقعة في شمال شرقي سورية، بينما تسيطر قوات النظام السوري على الجزء المتبقي وبخاصة وسط المدينة. ودارت الأربعاء الماضي اشتباكات عنيفة في الحسكة بين قوات «الأسايش» الكردية ومجموعات «الدفاع الوطني» الموالية لقوات النظام، على خلفية توتر في المدينة بعد اتهامات متبادلة بتنفيذ حملة اعتقالات خلال الأسبوعين الأخيرين. ومع تصاعد حدة الاشتباكات، شن الطيران السوري الخميس وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع غارات على مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، مستهدفاً ستة منها على الأقل في مدينة الحسكة. وتجددت الغارات أمس أيضاً، ما حمل الولاياتالمتحدة على إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها الخاصة التي تقدم المشورة العسكرية للمقاتلين الأكراد في سورية، في ما اعتُبر التدخل الأميركي الأول ضد النظام السوري. وحذر الناطق باسم "البنتاغون" الكابتن جيف ديفيس بأن هذا الأجراء اتُخذ «لحماية قوات التحالف»، مضيفاً «كشفنا بشكل واضح أن الطائرات الأميركية ستدافع عن القوات الموجودة على الأرض في حال تعرضت للتهديد». وأشار مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن إلى أنه «ليس هناك قوات خاصة أميركية في المدينة»، لافتاً إلى انها «موجودة في القواعد الأميركية الواقعة على مسافة حوالى ستة كيلومتر إلى الشمال». وأدت المعارك الدائرة منذ الأربعاء إلى مقتل 41 قتيلاً بينهم 25 مدنياً من ضمنهم عشرة أطفال، بحسب «المرصد». وأفاد عبد الرحمن اليوم بوقوع «معارك عنيفة استُخدمت فيها المدفعية والقذائف خلال الليل والصباح». ونفذت طائرات من طراز «سوخوي-28» غارات الخميس مستهدفة ستة مواقع لقوات كردية تتلقى تدريبات تحت إشراف مستشارين أميركيين خاصين، بحسب "البنتاغون". وانسحبت قوات النظام تدريجاً من المناطق ذات الغالبية الكردية منذ العام 2012 محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات في المدن الكبرى، خصوصاً في الحسكة والقامشلي. وفي آذار (مارس) الماضي، أعلن الأكراد النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية.