حض العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في البحر الميت (الأردن) امس، اسرائيل على التزام السلام، مؤكدا ان المبادرة العربية للسلام توفر فرصة تاريخية لايجاد مستقبل افضل للشرق الاوسط. وقال العاهل الاردني امام المنتدى الذي حمل عنوان «تأثير الازمة الاقتصادية العالمية على منطقة الشرق الاوسط: استراتيجيات محلية للنجاح»: «التزمنا السلام، وعلى اسرائيل التزام السلام بدورها». ولفت إلى ان الوقت بدأ ينفد، وتأخير تحقيق السلام ينعكس سلباً على المنطقة، مضيفا: «نقلت هذه الرسالة إلى الرئيس باراك أوباما قبل اسابيع، وهو بدوره اكد الالتزام الاميركي بالسلام العادل وحل الدولتين». ودعا الى «فعل يقود الى نتائج ملموسة، وخطة واضحة لمفاوضات شاملة، والتزام العمل للتوصل الى حل نهائي». واضاف ان «مبادرة السلام العربية قدمت لاسرائيل مكانا في الجوار (...) وقبولها من 57 دولة لا تعترف بإسرائيل حتى الآن وهي تشكل ثلث اعضاء الأممالمتحدة». واوضح ان «هذا ما يوفر الأمن الحقيقي، الأمن الذي لا تستطيع ان تحققه الحواجز ولا الجيوش المسلحة». واكد ان المبادرة «توفر فرصة تاريخية لايجاد مستقبل افضل لكل مواطن في المنطقة يقوم على اساس اتفاق لانهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وفق حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للفلسطينيين في الحرية والدولة، ويقدم لاسرائيل الضمانات الأمنية والعلاقات الطبيعية التي يحتاجونها». كما دعا العاهل الاردني الى ان تكون منطقة الشرق الاوسط قوة حاسمة في اعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، والى رفع مستوى التعليم، مضيفا ان الركود العالمي بدأ في منطقة بعيدة عن هذه المنطقة، لكنه أثّر عليها. واضاف ان «قرار الانهزام او النهوض هو بأيدينا». وتابع ان «منطقتنا مصمّمة على تقرير مصيرها». بدوره، افاد المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب انه «من المثير مراجعة ما حققناه في السنوات الخمس الماضية، اذ التقينا هنا منذ خمس سنوات في خيمة في ظروف مناخية قاسية وحرارة مرتفعة، وانظروا إلى الصرح والمباني التي نستقبلكم فيها الآن». واشاد بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في الاردن، وبدور الملك في تحقيق السلام في المنطقة، لافتاً إلى انه كان أول شخص يستقبله الرئيس باراك أوباما. واشار إلى الرقم القياسي للحضور في الدورة الحالية للمنتدى الذين بلغوا 1400 شخص. ومن المتوقع ان يشارك في المنتدى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، ونائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي، ورئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. إلى ذلك، تولت ندوة الافتتاح الرئيسية تعريف الحضور بمحاور الدورة الحالية للمنتدى، التي تستمر 3 أيام، وعلى رأسها طبعا تأثير الازمة الاقتصادية العالمية الحالي والمستقبلي خلال العام الحالي على المنطقة والعالم، وما يمكن تحقيقه من مكاسب ودروس خلال بداية تعافي الاقتصاد العالمي المتوقع قريباً، واهمية روح التعاون بين حكومات المنطقة والقطاع الخاص وخصوصية كل دولة في اساليب المعالجة. واكدت ان هناك تحديات عدة، منها مدى كيفية تنظيم اسواق المال من دون إعاقة نشاطها، وسوق الطاقة العالمية وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وهل ان الطاقة النووية هي جزء من حلول الطاقة للمنطقة، وادارة مصادر المياه. وسبقت جلسة الافتتاح الرئيسية 5 جلسات نقاش ضمن فعاليات «منتدى الأعمال العربي» تناولت محاور عدة، منها جلسة أسواق المال التي ناقشت اهمية تأسيس نظام إنذار مبكر مبني على الرقابة الاقتصادية الحكومية الفاعلة التي تساعد على توقع الفقاعات المالية وتفاديها، وجلسة أخرى تناولت اهمية التعويض عن النقص في السكن الرخيص لأصحاب الدخل المتوسط والمنخفض في المنطقة، في ظل تراجع الطلب حالياً على العقارات الفاخرة، وجلسة تناولت اهم التحديات السياسية التي تواجه المنطقة من إعادة إعمار غزة إلى مسألة إيران النووية، وجلسة ناقشت أفضل السبل لتفعيل الحوكمة وادارة المخاطر في شركات المنطقة، واخرى ناقشت اهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات كجزء من هدفها العام للربحية. يذكر ان المنتدى اطلق صفحته الخاصة على موقع «يوتيوب» الالكتروني للفيديو بعنوان «نقاشات دافوس من الشرق الاوسط» بما يتيح لاي شخص حول العالم طرح أسئلة على 1400 مسؤول سياسي واقتصادي مشارك من 85 دولة عالمية وعربية.