تتزايد أخيراً أسعار العود والبخور والعطور الشرقية بالسوق المحلية، نتيجة لارتفاع الطلب عليها بمناسبة موسم عيد الأضحى المبارك، إذ تضاعف الطلب بنسب عالية في الشركات المختصة ببيع العطور والبخور، وذلك بالمقارنة بالطلب مع الأيام العادية وبداية شهر رمضان المبارك. وأكد عدد من تجار العود والبخور أن موسم العيد من أفضل المواسم بالنسبة لهم، وأن ارتفاع أسعار العود والبخور طبيعي وأن المستهلكين يشترونه بأسعار عالية، وهذا شأن المنتجات والسلع التي ترتفع وتنخفض بحسب الطلب والعرض الموسمي. وكشف نائب رئيس مجموعة عبدالصمد القرشي للتسويق الدكتور رامي بولاد أن «حجم المبيعات لموسم العيد في السعودية تجاوز 500 مليون ريال». وذكر أحمد الخالد أحد تجار العود والعطور الشرقية، أن قيمة العود والعطور الشرقية المعروفة كالدهن والصندل والمسك والورد وغيره لا تنخفض لدى من يقدر قيمتها ويعرف أنواعها الأصلية، ورأينا أخيراً توجه المستهلك نحو هذه المنتجات التي بدأت تنتشر بشكل ملاحظ ليس في المجتمعات الشرقية فحسب، بل حتى في المجتمعات الغربية أيضاً، ما أدى إلى فتح أسواق خارجية لهذه المنتجات، لتزيد من رغبة شركات تصنيع وتجارة العطور الشرقية لمضاعفة استثماراتها وطاقتها الإنتاجية، لتغطية حاجات الأسواق الجديدة. وقال الخالد: «يصل معدل مشتريات الفرد الواحد إلى 5000 ريال فأكثر في فترة العيد خصوصاً، ويرتفع الطلب على العود، الذي له أنواع كثيرة تتفاوت في الجودة والسعر ويفضل المستهلك غالباً العود الهندي الأصلي». ويشير محمد العمودي أحد تجار العود والبخور في أسواق البلد في جدة، إلى أن سعر «التولة» يتفاوت بين 250 ريالاً إلى 5000 ريال بحسب الجودة وقوة الرائحة وبقائها لفترة أطول، مؤكداً أن لدهن العود خصوصاً درجات مختلفة، منها: الشيوخ والمعتق والملكي والأميري وغيرها، وكلما زاد التركيز وزكاء الرائحة زاد السعر. بدوره، بين عبدالواحد الغامدي الخبير في تصنيع العطور والخلطات الشرقية «يدرج بين الحين والآخر بعض الرغبات المبتكرة في عالم العطور، فمثلاً يفضل بعض المسؤولين أو رجال الأعمال طلب تصميم عطورات وخلطات من العود والورد والمسك والعنبر الخاصة بهم، التي تحمل أسماءهم أو أسماء زوجاتهم، وتتفاوت أسعار تلك العبوات طبقاً لأنواع العطور المستخدمة، التي تعتمد على الذوق الفردي فيها مع استشارة صاحب الخبرة في المحل، ويتم فيها خلط أكثر من نوع. وأشار الغامدي إلى أن الخليجيين عموماً يحرصون على شراء العطور الشرقية من السوق المحلية، وأن مخلطات متداولة تحمل أسماء شخصيات معينة، وهذا يرفع سعر زجاجة العطر إلى الضعف نظراً لوجود أكثر من نوع فيها ويعتمد على جودته أيضاً، كما أنها تنتشر بشكل لافت عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، التي تسوق لأنواع العود في تنافس مشتعل بتقديم العروض للمستهلكين بالأسعار كافة. وفي السياق ذاته، حذّر خالد الشريف أحد أصحاب محال العود والعطور الشرقية من ارتفاع نسبة العطور المقلدة في السوق، التي تصل إلى نحو 80 في المئة سواء العطورات الجاهزة أم المخلطات الشرقية، والعود المقلد بدعايات وعروض عبر حسابات شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.