سقط عشرات المدنيين بين قتيلٍ وجريح في قصف من الطيران السوري على ريف حلب الشمالي وسط استمرار المعارك بين القوات النظامية والميلشيات الموالية من جهة، وفصائل إسلامية ومعارضة من جهة ثانية، للسيطرة على خط إمداد القوات النظامية من جنوب حلب إلى المدنية. وأبدت موسكو تأييدها إقامة مجموعة مراقبة لإدخال مساعدات إنسانية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي حيان وحريتان ومنطقة آسيا بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة، فيما تأكد استشهاد 7 منهم على الأقل ومعلومات مؤكدة عن 3 آخرين، ومعلومات عن استشهاد مواطنين كثر في بلدة حيان، بينهم مواطنات وأطفال كما سقط جرحى، وارتفع إلى 8 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدتي أورم الكبرى ودارة عزة بريف حلب الغربي، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى والمفقودين وبعض الجرحى في حالات خطرة». وكان «المرصد» قال إن الطيران المروحي قصف ب «البراميل المتفجرة مناطق في أحياء حلب القديمة وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في أطراف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية وسط شن طائرات حربية بعد منتصف ليل أمس غارات عدة على مناطق في الكلاسة وبستان القصر وحلب القديمة بمدينة حلب، وضهرة عبد ربه ومحيط دوار الليرمون شمال حلب، ومناطق أخرى في مشروع 1070 وسوق الجبس والراشدين غرب حلب». وخرج فجر اليوم مستشفى الأطفال في بلدة حريتان عن الخدمة «جراء قصف طائرات حربية على منطقة المستشفى، بينما وصلت ليل أمس نحو 40 شاحنة تحوي مواد غذائية وخضار إلى مناطق سيطرة قوات النظام في أحياء حلب الغربية من طريق الكاستيلو وقرية حندرات ومنطقة الشيخ نجار، وصولاً إلى طريق خناصر بريف حلب الجنوب الشرقي»، وفق «المرصد». وقال: «دارت اشتباكات ين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، في منطقة محمية الغزلان بريف حلب الجنوب الشرقي، والقريبة من طريق خناصر - أثريا، في محاولة لقطع خطوط إمداد قوات النظام نحو مدينة حلب بعد قيام قوات النظام بإنشاء طريق بديل من الراموسة حيث يمر الطريق من خناصر إلى طريق الكاستيلو ومن ثم إلى الملاح وحندرات، وصولاً إلى الأحياء الغربية من مدينة حلب، ومعلومات عن تقدم الفصائل في المنطقة». وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن «كتائب الثوار قطعت مساء الخميس طريق خناصر جنوب حلب، (طريق إمداد النظام الوحيد إلى مدينة حلب)، عقب سيطرتها على مواقع قوات النظام في محمية الغزلان قرب طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، وباتوا في مواقع مشرفة على الطريق وتمكنهم من شلّ حركة قوات النظام عليه». وأفاد بيان ل «جيش النصر» بأنه «بالتعاون مع حركة بيان قطع إمداد النظام في حلب من طريق خناصر، وذلك عقب سيطرته على محمية الغزلان، والاستيلاء على بعض الأسلحة والذخائر، وقتل عدد من عناصر قوات النظام». وقال مدير المكتب الإعلامي في «جيش النصر» محمد رشيد ل "كلنا شركاء" إن «مقاتلي جيش النصر وبالاشتراك مع حركة بيان، وبعد أن طردوا قوات النظام من محمية الغزلان في شكل كامل، بعد ساعة على بدء معركة أطلقوا عليها اسم «غزوة حمراء الأسد» قطعوا طريق خناصر ناريا، وهو الطريق الوحيد لإمداد النظام في حلب، والذي يربط مدينتي حماة وحلب مروراً بالسلمية فإثريا ثم خناصر والسفيرة»، مؤكداً «استمرار الثوار في سيطرتهم على محمية الغزلان ورباطهم على النقاط الجديدة التي سيطروا عليها». كما دمر «جيش النصر» عربة لقوات النظام على جبهة قريتي الزغبة والطليسية في ريف حماة الشرقي، إثر استهدافه بصاروخ. وقال موقع «روسيا اليوم» أمس، إن مقاتلي المعارضة لم يسيطروا على طريق خناصر - حلب، مؤكداً «استمرار حركة السير عليه دخولاً وخروجاً من المدينة». وأشار إلى أن الجيش النظامي استعاد «محمية الغزلان القريبة من خناصر، بعد دخول المسلحين إليها ليلاً». وقال: «تأتي هذه التطورات بعد أن كان الجيش السوري قد أخلى نقاطه داخل محمية الغزلان الواقعة على طريق خناصر في ريف حلب الجنوبي تحت ضغط هجوم عنيف شنه مسلحون، يهدف إلى قطع طريق خناصر الواصل بين مدينة حلب ووسط وغرب سورية». وكان مركز التنسيق الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سورية تحدث عن «7 خروق للهدنة تم رصدها في البلاد خلال الساعات ال24 الماضية». وجاء في بيان للمركز الذي يتخذ قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية مقراً له، أن فصائل تنظيم «جيش الإسلام قصفت 6 بلدات في ريف دمشق، هي عربين وحوش نصري والنشابية والقابون، ودوما وزملكا. فيما تعرضت بلدة أبو علي بريف اللاذقية للقصف من قبل مسلحي تنظيم أحرار الشام». وأفاد المركز بتوقيع «اتفاقات مصالحة مع ممثلي 12 بلدة، في ريفي حماة (7) والسويداء (5)، ليزداد إجمالي عدد البلدات والمدن المنضمة إلى عملية المصالحة الوطنية إلى 383، من دون أن يتغير عدد المجموعات المسلحة التي أعلنت تمسكها بشروط وقف الأعمال القتالية وهو 69». ووفق بيان المركز، تم إيصال طنين من المساعدات الإنسانية، معظمها أغذية، إلى أهالي بلدة البدروسية في ريف اللاذقية، وتسليم طنين من الدقيق لمخبز في مدينة حمص، إضافةً إلى قيام طائرة تابعة لشركة «أباكان آير» الروسية بإسقاط 21 طناً من المساعدات الغذائية الدولية فوق مدينة دير الزور المحاصرة من قبل إرهابيي «داعش». وقال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية أربع غارات على مناطق في مدينة دوما، ما أدى لاستشهاد مواطن وسقوط جرحى، فيما سقط جرحى بينهم طفلان اثنان في مدينة عربين، جراء تنفيذ طائرات حربية غارتين على مناطق في المدينة، كذلك قصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي النشابية والشيفونية بالغوطة الشرقية. وجددت قوات النظام قصفها لمناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة، أيضاً سقطت قذائف عدة على مناطق في ضاحية الأسد الخاضعة لسيطرة قوات النظام قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية». وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، أشار موقع «روسيا اليوم» أمس إلى أن «40 شاحنة تحمل األف طن من المواد التموينية والغذائية دخلت إلى مدينة حلب عبر بني زيد مساء الخميس، بعد أن أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن إيصال مساعدات إنسانية إلى سكان حلب يتطلب تهدئة لمدة 48 ساعة، معتبراً أن تهدئة 3 ساعات غير كافية لذلك». ولفت الموقع إلى أن «السلطات السورية نظمت ممراً إنسانياً شمال حلب لإيصال المساعدات لسكان المدينة» ذلك أنه «من المفترض أن يعمل هذا الممر في شكل يومي لمدة 3 ساعات يومياً ابتداءً من 10:00 إلى 13:00، حيث تعهدت القوات الحكومية السورية وقف الأعمال القتالية في تلك الفترة». وقالت وكالة تاس الروسية الجمعة 12 أغسطس (آب) إن قوافل مساعدات إنسانية وصلت إلى مدينة حلب، محملة بنحو 800 طن من المواد الغذائية، ومستلزمات الوقاية الصحية الشخصية، إضافة إلى لوازم مدرسية. ودعت السلطات السورية كافة المنظمات الإنسانية إلى إيصال المواد الغذائية عن طريق هذا الممر بالذات وفي الفترة المذكورة. وفي سياق متصل، أعلنت الخارجية الروسية، أن موسكو تدعم مقترحات الأممالمتحدة حول إقامة نظام مراقبة مشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان مدينة حلب عبر طريق الكاستيلو. وأعربت موسكو عن «استعدادها بالتعاون مع السلطات السورية لمنح جميع المنظمات المعنية إمكان إيصال المساعدات الإنسانية بصورة آمنة إلى أهالي حلب».