استعادت القوات النظامية اليوم الخميس السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية الواقعة على طريق إمداد أساسي يربط بين حلب في شمال سورية وحماة في وسطها، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على قريتين، واحدة في درعا جنوب البلاد والثانية في ريف حمص وسطها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية مدعومة ب «قوات الدفاع الوطني» الموالية، تمكنت من السيطرة على بلدة خناصر جنوب مدينة حلب في شكل كامل بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة»، لافتاً إلى مقتل 25 مقاتلاً معارضاً على الأقل في معارك امس الأربعاء، بالإضافة إلى 18 عنصراً من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام وعشرات العناصر من القوات النظامية. وكان مقاتلو المعارضة السورية قطعوا طريق الإمداد هذه الوحيدة بالنسبة إلى القوات النظامية في نهاية آب (أغسطس) الماضي، عندما استولوا على خناصر وعدد من القرى المحيطة بها. وذكر «المرصد» أن المعارك تواصلت امس في شكل عنيف في عدد من القرى المحيطة بالبلدة، و «يستخدم فيها النظام الطيران المروحي والحربي في القصف». وكتبت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات في عددها الصادر امس، انه «تمت إعادة السيطرة على خناصر الواقعة على طريق سلمية - حلب، الأمر الذي يمهد لإعادة فتح طريق المساعدات الإغاثية للمدينة خلال الساعات القادمة ويفشل محاولات المسلحين بتجويعها». وأشارت إلى «وجود قوافل من المساعدات الغذائية والطبية مستعدة للتوجه إلى حلب مباشرة بعد عودة الحياة إلى الطريق المذكورة التي تعتبر شريان المدينة الوحيد حالياً». وأوضح مدير «المرصد» السوري رامي عبد الرحمن، ردّاً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، أن هذه الطريق المعروفة ب «طريق البادية» تشكل «حاجة أساسية لقوات النظام لإيصال التموين والذخيرة إلى قواتها في مدينة حلب» التي يتقاسم السيطرة عليها النظام ومجموعات المعارضة المسلحة. وقال إن العشرات من المقاتلين في صفوف الطرفين قتلوا خلال الأسابيع الماضية في معركة خناصر، وبينهم قادة كبار في الجيش النظامي. وتشكل هذه الطريق المنفذ الوحيد للإمداد نحو حلب في ظل إقفال مطار حلب الدولي منذ كانون الثاني (يناير) الماضي جراء المعارك في المناطق المحيطة به، وانقطاع طريق دمشق - حلب على مستوى مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب) منذ سيطرة المقاتلين عليها قبل أشهر، إضافة إلى طريق بين حلب واللاذقية غرب سورية. وقالت مصادر المعارضة إن العقيد سهيل الحسن قاد عملية السيطرة على خناصر، وإنه هو الذي كان أعاد فتح الطريق بين اللاذقية وإدلب بعد قطعة من قبل المعارضة في بلدة بسنقول ومدينة أريحا في شمال غربي البلاد، موضحة أنه يعتمد «استراتيجية قوامها تكريس أربعة مطارات عسكرية لخدمته في آن بحيث تشارك طائرات حربية ومروحية في المعارك وتقصف المنطقة المستهدفة من دون توقف»، وأنه يتبع «سياسة الأرض المحروقة قبل تقدم القوات البرية التي تضم ألف عنصر من الوحدات الخاصة». وفي وسط البلاد، قال «المرصد» إن مقاتلين من «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جبهة النصرة» و «لواء الحق» و «كتيبة المقداد بن الأسود» سيطروا على قرية كفرنان التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية صباح امس «بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام استمرت من 19 من الشهر الماضي، سقط خلالها عشرات القتلى من الكتائب المقاتلة وعدد كبير من قوات الدفاع الوطني». كما سيطر مقاتلو المعارضة على قرية البكار في ريف درعا الغربي في جنوب البلاد قرب حدود الأردن «بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في المنطقة| بحسب «المرصد»، الذي أضاف: «تعرضت مناطق في حي طريق السد في مدينة درعا ومنطقة حاجز مساكن بلدة جلين الذي تسيطر عليه الكتائب المقاتلة لقصف من قبل القوات النظامية، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مدينة نوى وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت أطراف حي القابون في شمال دمشق ومناطق في مدينة معضمية الشام جنوبها ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على أطراف المدينة و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».