قدمت الأحزاب التونسية مرشحيها لحكومة الوحدة الوطنية الى رئيس الوزراء المكلّف يوسف الشاهد، وسط توقعات بأن تُقدّم التشكيلة الحكومية إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال الأسبوع المقبل، فيما وجّه الأخير دعوةً الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة تونس قريباً. والتقى الشاهد (41 سنة) خلال اليومين الماضيين، ممثلين عن الأحزاب المشاركة في المشاورات والمعنية بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، وقدمت الأحزاب قوائم تضم مرشحيها لتولّي حقائب وزارية. وقال زعيم «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي، إن حركته «قدمت قائمة تضم أسماء مرشحيها لحكومة الشاهد، على أن يتم ترتيب لقاء آخر مطلع الأسبوع المقبل، ليقدم خياراته من بين الأسماء المرشحة»، مشدداً على أن «النهضة» احترمت خيار الرئيس المكلّف في الأسماء التي قدمتها، فحرصت على أن تمثل الشباب والمرأة. وجدد الغنوشي في تصريح للصحافيين عقب لقائه الشاهد أمس، حرص «النهضة» (الكتلة الأكبر في البرلمان) على «تحييد وزارات السيادة (الداخلية والدفاع والعدل والخارجية) عن الأحزاب والتجاذبات السياسية والإبقاء عليها لتمارس دورها في مقاومة الإرهاب». كما قدم حزب «نداء تونس» العلماني، قائمة مرشحيه لعضوية الحكومة. ويُنتظَر عدم عودة عدد من وزراء «النداء» في حكومة تصريف الأعمال إلى فريق يوسف الشاهد الوزاري، من بينهم وزير التربية ناجي جلول الذي سيعود إلى حزبه لإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية بعد أزماته المتتالية، ووزير الصحة الذي يواجه انتقادات على خلفية ملفات فساد. كما يُتوقع أن يغادر رئيس حزب «آفاق تونس»، وزير الاستثمار في حكومة تصريف الأعمال ياسين ابراهيم الحكومة للتفرغ لعمله الحزبي والإعداد للانتخابات البلدية المتوقع إجراؤها العام المقبل. ووفق تطور المشاورات السياسية، فإن الحكومة العتيدة ستتشكّل من أحزاب التحالف الرباعي الحكومي الحالي، بخاصة مع مقاطعة المعارضة الوسطية واليسارية، وسيكون «النهضة» و»نداء تونس» العامودين الأساسيين لهذا الائتلاف عبر حيازتهما أكبر عدد من الحقائب الوزارية. ولن يشهد التحالف الرباعي الحاكم تغييراً جوهرياً في تركيبته باستثناء انضمام متوقع لحزب «المبادرة الوطنية» (يرأسه آخر وزير خارجية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كمال مرجان). في غضون ذلك، وجه الرئيس التونسي إلى نظيره الروسى فلاديمير بوتين، دعوة رسمية لزيارة تونس. وقال السفير التونسي في موسكو علي قوطالي أول من أمس، إن «موعد تلك الزيارة لم يتحدد بعد»، معلناً أن تونس تتهيأ لاستقبال حوالى نصف مليون سائح روسي هذا العام، مشدداً على أن السلطات تبذل أقصى جهد من أجل ضمان أمنهم. وأشار السفير إلى أن «سلسلة الهجمات الإرهابية التى هزت تونس العام الماضي، أسفرت عن انخفاض عدد السياح الروس إليها في شكل ملحوظ، غير أن تدفقهم ازداد فى عام 2016 بفضل الجهود التى تبذلها سلطات تونس فى المجال الأمني». واستقبلت تونس منذ بداية العام، حوالى 320 ألف سائح روسي وسط توقعات بارتفاع هذا العدد إلى نصف مليون سائح قبل نهاية السنة.