أمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس، كل الوحدات العسكرية القريبة من شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمتها روسيا الى أراضيها في آذار (مارس) 2014 بالاستعداد للقتال ب «أعلى درجة»، غداة زعم جهاز الأمن الفيديرالي الروسي إحباط محاولتين لتنفيذ توغل أوكراني الى شبه الجزيرة في عملية امتدت من ليل السبت وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد الماضيين، وتفكيكها شبكة تجسس لكييف التي نفت «المعلومات الزائفة». وكان بوروشينكو وصف الاتهامات بأنها «سخيفة ومنافقة»، لكنه أبدى لاحقاً رغبته في التحدث مباشرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، مع تصاعد التوتر بين كييف وموسكو. في المقابل، جمع بوتين كبار مسؤولي البلاد لبحث «تعزيز حماية الحدود البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي للقرم». ولا تزال روسيا تخضع لعقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب ضمها القرم سارية، لكنها تتمسك بعدم إعادة شبه الجزيرة إلى أوكرانيا. واعتبرت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان ان مزاعم الجهاز الروسي الذي كشف اعتقال مواطنين أوكرانيين وروس، وضبط أسلحة بينها 20 عبوة ناسفة وذخيرة وألغاماً وقذائف وأسلحة تستخدمها عادة القوات الخاصة الأوكرانية، «محاولة لتبرير اعتداءات، وإعادة نشر وحدات عسكرية في القرم». وأضافت: «يحاول الجهاز صرف انتباه السكان المحليين والمجتمع الدولي عن أعمال إجرامية من اجل تحويل شبه الجزيرة الى قاعدة عسكرية معزولة». وجاءت اتهامات روسيا بعد زيادة نشاط جيشها في شمال القرم والقتال العنيف بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، علماً ان البحرية الروسية أعلنت أمس أنها ستُجري تدريبات في البحر الأسود على «صد هجمات لمخربين تحت سطح البحر». في المقابل أفادت هيئة الأركان العامة في أوكرانيا بأنها ستطلق تدريبات عسكرية «كانت مقررة مسبقاً» في الجنوب. وأعلنت كييف أنها ستطلب عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً إذا استمر التوتر على خلفية اتهام روسيا إياها بتخطيط هجمات في شبه جزيرة القرم. وقال السفير الأوكراني لدى الأممالمتحدة فولوديمير يلتشنكو «نحن مستعدون في حال حصول استفزازات جديدة. وبمجرد بلوغ الحد الأقصى، سنطلب فوراً عقد اجتماع لمجلس الأمن». وأوكرانيا عضو غير دائم في مجلس الأمن، وتملك حق عقد اجتماع طارئ في شأن أي موضوع «يشكل تهديداً للسلام والأمن في العالم». ومنذ انضمامها إلى مجلس الأمن في كانون الثاني (يناير) الماضي، لم تعقد أوكرانيا إلا اجتماعاً واحداً مخصصاً لأزمتها. وقال يلتشنكو إن بلاده «مستعدة لتجديد طلب نشر قوة حفظ سلام أممية في شرق أوكرانيا، أو طلب تشكيل بعثة خاصة لأوكرانيا مع تعيين مبعوث أممي خاص». ولم تلق هذه الاقتراحات أصداء حتى الآن في الأممالمتحدة، لا سيما بسبب معارضة روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن والتي تملك حق النقض (فيتو).