أخشى على الهلال وفريقه الكروي المشارك ببطولة النخبة بنسختها الثالثة المقامة حالياً في عاصمة السياحة السعودية «أبها» من تأثير الزخم الجماهيري، فقد يدفع الحشد الجماهيري اللاعبين لرفع الحمل الأدائي وبالتالي تضرر الفريق بالشدّ العضلي أو التمزقات والإجهاد في غير وقته. أعرف أن الجهازين الفني والإداري بنادي الهلال يملكان العقلية الاحترافية العالية، ويملكان الخبرة والتجربة العريضة ولكن شعور اللاعبين وتفاعلهم مع الحضور الجماهيري قد يجعل اللاعبين تحت هذا التأثير وبالتالي يكون الأداء داخل الملعب مشحوناً إرضاء لهذه الجماهير. وضع الجهاز الفني بقيادة جيرتس برنامجاً تحضيرياً رائعاً في الموسم الماضي، وأتى الفريق وهو في أفضل حالاته الفنية، فتربع على قمة الدوري مناصفة مع نده التقليدي الاتحاد ثم انفرد بالقمة حتى حقّق الدوري قبل نهايته بثلاث جولات كرقم قياسي، ثم تصدر مجموعته الآسيوية من أول جولة حتى بلغ الدور ثمن النهائي وحقق الفريق الكروي أغلب الأهداف التي سعى لها الموسم الماضي لحسن التحضير للموسم وخلو الفريق من الإصابات. الموسم الحالي مختلف نهائياً عن الموسم الماضي فالفريق الكروي مطالب برفع درجة التحضير بحيث يكون في أفضل جاهزية فنية قبل أدوار الحسم في نهائيات الأندية الآسيوية المؤهلة لمونديال أندية العالم، وبين التحضير للموسم الماضي والحالي الذي سيبدأ بعد أسبوعين من الآن مسافة يفهمها الجهاز الفني ويحاول حقنها في عقلية اللاعبين، لعل أهمها عدم رفع الدرجة الأدائية بما يشكل خطر الإجهاد أو الإصابات -لا سمح الله - بهذه العقلية يجب أن يفكّر اللاعبون في بطولة النخبة التي تعتبر ضمن مراحل التحضير وليست هدفاً في حد ذاته. شعبية الهلال الجارفة في كل المناطق وبخاصة في منطقة عسير قد تورط الفريق الكروي في مواجهات ساخنة وتجبر اللاعبين على الأداء الفني العالي وبالتالي يدفع الفريق ككل ثمن ذلك، ومن المهم أن يركز سامي الجابر في لغته مع اللاعبين قبل مواجهات النخبة على تحديد الأهداف، فالهدف الأكثر أهمية عند جماهير ومسؤولي النادي هي تحقيق بطولة الأندية الآسيوية التي تؤهل الفريق البطل لمونديال أندية العالم، بينما تحقيق أي بطولة أخرى لا يغري منسوبي النادي بما فيها بطولة النخبة المقامة حالياً في أبها. من حقّ جماهير الهلال أن تفرح بأي بطولة وأن ترفع رصيد ناديها من البطولات وبالتالي توسيع المسافة الرقمية بين ناديها والفرق الأخرى، ومن حق مشجعي النادي التغني بفريقهم الذهبي والتراقص وسط غيوم أبها وأجوائها الساحرة بالمتعة والتابلوهات التي يرسمها اللاعبون، لكن يجب أن يكون هناك أولويات فبطولة عن بطولة تفرق. [email protected]