حلّت ذكرى الإسراء والمعراج على شعبنا الفلسطيني وأمتنا وحالنا يزداد هواناً وبؤساً، والخنجر المسموم يزداد توغلاً في القلب والخاصرة، من بغداد مروراً بكل العواصم والقرى العربية الموجوعة بالقهر والفوضى، وصولاً الى القبلة الأولى وثالث المساجد وكل فلسطين شبراً شبراً، فيرى المواطن المغلوب على أمره صوراً مؤلمة تمتد مساحتها من خلاف العبث بين فرقاء الوطن حتى تغيير أسماء مدننا في فلسطين. فلسطين التي أصبحت أرضاً بلا مقاومة لشعب من دون قيادة، فيها مشاهد عنوانها التهويد وسلب الأرض والحرق لبرهة الأمل والتفاؤل لدى الشباب المظلوم والأطفال الذين تملأ عيونهم الدهشة والخوف على طرف منزل ما زال مدمراً في غزة، أو بجوار بستان يُحرق أكثر من مرة في اليوم الواحد في الخليل أو سلفيت في الضفة، وغير بعيد من المشهدين رجفة كهل يقف منتصباً عند الحواجز العسكرية المتتالية كالمقصلة تمنع الصلاة في الأقصى، المسجد الذي لم يعد يشد إليه الرحال لا بالجسد ولا بالروح. حتى التصريحات الإعلامية أصبحت تتوارى عندما تلمع القدس ألماً وحباً، فلم يعد للناطقين والسياسيين وقت للحديث إلا عن المحاصصة وأجهزة الأمن وعدد الوزارات وتوزيع صناديق الانتخابات. ذكرى الإسراء والمعراج دهمتنا فجأة هذا العام لتجدد مفعول عبارة أن القدس كاشفة العورات، فعلى مقياسها يمكن أن تكتشف معادن الرجال وصلابة المواقف، وبوصلة الدول والمؤسسات، وصدق العبادات. جَوهُر مناسبة الإسراء والمعراج هو الربط بين مكةوالقدس، أما رسالتها فهي أن لا معراج للأمة نحو الله أو النصر إلا عبر بوابة القدس وليس أورشليم.