غادر وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بغداد إلى نينوى لتفقد الجبهة والاطلاع على الاستعدادات لإطلاق عملية استعادة الموصل «قريباً»، مخلفاً وراءه أزمة سياسية ما زالت تتفاعل في الوسط السني، منذ اتهامه رئيس البرلمان سليم الجبوري وعدد من النواب بالفساد. ودخلت الولاياتالمتحدة على خط هذه الأزمة مؤكدة استعدادها للتوسط بين الطرفين. وأكدت أنها تعمل لتحقيق رغبة أهالي نينوى في عدم مشاركة «الحشد الشعبي» في تحرير المحافظة. لكن العبيدي أكد، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر قيادة العلميات في نينوى، جنوب غربي أربيل، أن «عملية تحرير الموصل باتت قريبة جداً، وهناك استعداد وتعاون كبير مع قوات البيشمركة لتحقيق النصر، ونؤكد مشاركة كل القوات العراقية، بما فيها الحشد الشعبي، وسيخضع الجميع للخطط العسكرية، بموافقة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي». وقلل من أهمية «تداعيات ما حصل في البرلمان»، وقال: «لن يكون لها تأثير في القطعات العسكرية وعملياتها ضد داعش». في إشارة إلى قرار السلطات القضائية استدعاءه للتحقيق معه في دعوى قذف وتشهير رفعها رئيس البرلمان سليم الجبوري ومسؤولون آخرون، على خلفية تبادل تهم تتعلق بالفساد خلال جلسة استجوابه في البرلمان الأسبوع الماضي. وعقد السفير الأميركي في بغداد ستيورات جونز اجتماعاً مع قادة القوى السنية. وهم: زعيم «ائتلاف متحدون» أسامة النجيفي، وصالح المطلك وإياد السامرائي، وأحمد المساري، وأحمد أبو ريشة وبحث معهم في الوضع السياسي والأزمة البرلمانية، وفي الاستعدادات لمعركة الموصل. لكن معركة الموصل لا تبدو هي السبب الرئيسي للاجتماع مع السفير الأميركي، بل كان الهدف البحث في الأزمة السياسية بين مكونات التحالف السني. وقال مقربون من النجيفي إن جونز أبلغ إلى المجتمعين استعداد واشنطن للتدخل كوسيط بين الأطراف المختلفة، فيما «طرحت القوى مشروع تشكيل مجلس قيادي سني»، موضحة أن بإمكان هذا المجلس «إجراء تغييرات على مستوى المناصب السياسية». ونقل عن جونز قوله إن «الرسالة وصلته بوضوح ودقة، والولاياتالمتحدة تتفهم الدوافع والمطالب التي طرحت»، لافتاً إلى أن بلاده «ستبذل كل ما تستطيع من أجل دعم المواطنين في نينوى ومساعدتهم في تحقيق إرادتهم الحرة». وفي هذا السياق، أعلن رجل الدين مقتدى الصدر أن قوات «سرايا السلام» التابعة له والمنضوية في قوات «الحشد الشعبي» لن تشارك في استعادة مناطق سهل نينوى، مؤكداً أن «عملية تحرير الموصل يجب أن ينفذها الجيش والقوات الأمنية حصراً»، وأضاف «لن نرضى بتدخل المحتل (القوات الأميركية) أو غيره». ويتناقض موقف الصدر مع مواقف عدد من قادة «الحشد الشعبي»، بينهم زعيم منظمة بدر هادي العامري الذي أعلن قبل أيام مشاركة الحشد في المعركة ، على رغم تحفظات دولية وداخلية.