القدس المحتلة - رويترز - أسدل الستار على «مهرجان القدس 2010» بعرض فلسطيني قدمته فرقة «القدس للموسيقى العربية» وضم مجموعة من اغاني الطرب العربي الأصيل في موقع «قبور السلاطين» الأثري على بعد مئات الأمتار من اسوار البلدة القديمة. وقالت رانيا الياس، مديرة المهرجان، في حفلة الختام: «على مدى عشر ليال قدمنا عروضاً متنوعة لمختلف الأذواق بين الرقص والموسيقى الكلاسيكية والروك والشعر تليق بمهرجان القدس وحفلة فرقة الموسيقى العربية هي امسية الختام». وأضافت: «المهرجان رسالة واضحة بأن وهج القدس مستمر والحياة الثقافية مستمرة وتحمل قيمة تاريخية كبيرة بمشاركة الثقافات العربية والمحلية والأجنبية». وقدمت فرقة «القدس للموسيقى العربية» التي أُسست قبل 7 أشهر بأصوات ثلاثة مغنين من اعضائها، أغاني لأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وفيروز. وقال وفا الزغل، عازف القانون وقائد الفرقة الموسيقية في كلمة قصيرة له قبل بدء الحفلة: «تأسست الفرقة بهدف احياء الأغاني الكلاسيكية وإيجاد جيل فلسطيني موسيقي جديد قادر على احداث تغيير نوعي في الواقع الثقافي الفلسطيني». وشدت ناي البرغوثي (15 سنة) أغنية «ليالي الأنس في فيينا» وسط تصفيق الجمهور مقطعاً تلو آخر. وغنت الفنانة مريان برانسي اغنية «سكن الليل» لفيروز، فيما قدم الفنان هاني اسعد اغنية «سيد القمر» لمحمد عبد الوهاب. وقالت ناي بعد العرض: «إنها المرة الأولى اقدم فيها هذا النوع من الغناء (الكلاسيكي) وكنت سعيدة جداً برد فعل الجمهور وتفاعله مع الأغنية، كما ان للغناء في القدس طعماً خاصاً ويمدك بطاقة خاصة». واختتمت الأمسية التي امتدت نحو ساعة ونصف الساعة تخللها تقديم بعض المقطوعات الموسيقية بأغنية «يا دي النعيم اللي انت فيه» قدمت للمرة الأولى في القدس بأسلوب ثنائي (ديويتو) جمعت بين هاني اسعد وميريان برانسي. وأوضحت مديرة المهرجان ان «العمل سيبدأ في ايلول (سبتمبر) المقبل من اجل الإعداد للمهرجان المقبل ببدء الاتصال بالفرق التي ستشارك، على رغم العراقيل والصعوبات التي تواجه اقامة مهرجان ثقافي في مدينة القدس المحاصرة». وقالت رانيا بعد اختتام المهرجان: «اواجه صعوبات في إقامة هذا المهرجان لأسباب كثيرة، منها ان فنانين عرباً كثراً يرفضون المشاركة في المهرجان بسبب الحاجة للحصول على تأشيرة دخول اسرائيلية، كما اننا نفشل أحياناً في الحصول على تصاريح (من الإسرائيليين) لفرق وفنانين من الضفة الغربية للدخول الى القدس، هذا عدا صعوبة توفير الدعم المالي». وتمنع اسرائيل الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى القدس التي احاطتها بجدار جاعلة الدخول اليها مقتصراً على بوابات حديد ضخمة بعد الحصول على تصاريح المرور، ما يجعل الوصول اليها صعباً ان لم يكن مستحيلاً في كثير من الأحيان. وبدا الجمهور سعيداً بنتظيم هذا المهرجان في مدينة القدس، على رغم الأوضاع المتوترة التي تشهدها المدينة جراء سياسة هدم المنازل وإبعاد الموطنين عن المدينة المقدسة التي يريد الفلسطينيون ان تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما تقول اسرائيل انها ستبقى موحدة وعاصمة لدولة اسرائيل. وقال احمد الجبعة، احد الحاضرين، بعد خروجه من قاعة الحفلة: «نريد ان يكون هناك مزيد من المهرجانات الثقافية الفنية في المدينة كي تبقى رمزاً للحياة الثقافية فيها». وشاركت في مهرجان هذا العام فرق من فرنسا وجورجيا وإسبانيا وتونس، اضافة الى فرق محلية فلسطينية. وخصص المهرجان للمرة الأولى أمسية شعرية أحياها الشاعر الفلسطيني سميح القاسم.